يحتاج المستخدم إلى استعمال كلمة مرور خاصة بكل موقع أو خدمة على الويب، سواء كانت متاجر إلكترونية أو ألعاب أو شبكات تواصل اجتماعي، ولكن سرعان ما ينسى المستخدم كلمات المرور الخاصة بمثل هذه المواقع. وفيما يلي بعض النصائح والإرشادات لكي تصبح الحياة الرقمية للمستخدم أكثر وضوحا وأكثر أمانا. دائما ما يُطلب من المستخدم القيام بتسجيل الدخول في مواقع وخدمات الويب من أجل الاستفادة من الوظائف المقدمة، مثل خدمات بث الموسيقى أو المتاجر الإلكترونية أو حتى المنتديات البسيطة، وبالتالي فإنه يتعين على المستخدم تذكر عنوان البريد الإلكتروني وكلمة المرور باستمرار، والتي يجب أن تتضمن في الحالات المثالية على علامات خاصة وأرقام وحروف كبيرة وصغيرة، علاوة على أنه لا يجوز استعمال كلمة المرور مع أكثر من خدمة أو موقع على الويب. وأشارت الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Bitkom إلى أن هناك الكثير من الحسابات الإلكترونية يستعملها المستخدم لمرة واحدة ولا يتذكرها بعد ذلك أبدا. وأضافت قائلة: "ليس هناك دليل على الإنترنت يتمكن المستخدم من خلاله من معرفة البيانات المسجلة في خدمات ومواقع الويب، ولذلك يتعين على المستخدم الاحتفاظ بهذه المعلومات بنفسه". ومن جانبها، أوضحت جينيفر فانيسا كايزر، من مركز حماية المستهلك بولاية راينلاند بلاتينات، أن الرسائل الإخبارية ورسائل التأكيد الإلكترونية يمكن التعرف على الجهات المرسلة لها من خلال إلقاء نظرة على صندوق الوارد في البريد الإلكتروني، كما يمكن للمستخدم التحقق مما إذا قام بتسجيل الدخول في خدمات مواقع الويب من خلال الاعتماد على سجل التصفح والتحقق من ملفات تعريف الارتباط، المعروفة باسم "ملفات الكوكيز". سرقة البيانات ويزداد الأمر سوءا عندما تكون البيانات الخاصة بالمستخدم منتشرة كملف؛ حيث يصبح المستخدم أكثر عرضة لسرقة البيانات، علاوة على زيادة مستوى الخطر عندما يعتمد المستخدم على نفس بيانات الوصول لأكثر من خدمة أو موقع ويب، فإذا تعرضت هذه البيانات للسرقة أو الاختراق، فإن القراصنة يتمكنون من الوصول إلى جميع حسابات المستخدم في نفس الوقت. وأكدت الخبيرة الألمانية أنه كلما كانت كلمة المرور بسيطة، زاد خطر تعرض بيانات المستخدم للسرقة أو الاختراق عبر الويب. وإذا كان المستخدم لديه نظرة شاملة على جميع عمليات تسجيل الدخول عبر الويب، فإن مركز حماية المستخدم ينصح بضرورة تسجيل هذه البيانات في قائمة عادية، من خلال تدوين هذه البيانات في ملف نصي وتأمينه بواسطة كلمة مرور وحفظه على وحدة ذاكرة فلاشية USB. برامج إدارة كلمات المرور وتنصح الرابطة Bitkom باستعمال برامج إدارة كلمات المرور مثل Keepass من أجل التغلب على مشكلة ضرورة تذكر كلمات المرور الكثيرة؛ حيث تقوم هذه البرامج بإنشاء كلمات مرور معقدة لكل حساب أو موقع على الويب، ويتم تخزين هذه الكلمات بشكل مركزي، وفي النهاية يتعين على المستخدم تذكر كلمة مرور واحدة، يتم استعمالها لتأمين برنامج إدارة كلمات المرور بشكل جيد. وبدوره أوضح البروفيسور ماركوس دورموت، من كلية الهندسة الكهربائية وتكنولوجيا المعلومات بجامعة رور بوخوم الألمانية، أن هناك تساؤل حاليا حول مدى استعمال كلمة المرور مع وسائل المصادقة الأخرى مثل التعرف على الوجه أو بصمة الأصابع, وعلى الرغم من أن برامج إدارة كلمات المرور وإمكانيات المزامنة أصبحت أكثر تطورا، إلا أن مثل هذه الخدمات لا تزال تعتمد على كلمات المرور التقليدية، وليس من الواضح حاليا متى سيتغير هذا الأمر. توكن الأمان علاوة على أنه يمكن استعمال وسيلة المصادقة ثنائية العامل من خلال "توكن الأمان" أو عن طريق إرسال كود الأمان TAN عن طريق الرسائل النصية القصيرة أو تطبيق عبر الهواتف الذكية، ويعتبر التوكن أو كود الأمان TAN بمثابة عامل مصادقة ثان يتم إدخاله إلى جانب اسم المستخدم وكلمة المرور عند القيام بتسجيل الدخول في مواقع وخدمات الويب، وحتى إذا تعرضت كلمة المرور للاختراق فإنه يصعب على القراصنة الوصول إلى بيانات المستخدم. وبدلا من استعمال كلمات المرور فإن المستخدم يمكنه إلغاء قفل الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية عن طريق بصمة الأصابع أو البيانات البيومترية مثل وظيفة التعرف على الوجه (Face-ID)، علاوة على أن هناك بعض التطبيقات تتيح هذه الوظيفة كخيار لتسجيل الدخول على الأجهزة الجوالة، وتعتبر هذه الطريقة أكثر راحة من إدخال كلمات المرور، ومع ذلك دائما ما ينصح الخبراء بالاعتماد على كلمة مرور أو كود PIN إلى جانب الوسائل البيومترية لتأمين الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية. *د.ب.أ