تعزيزاً للشّراكة الاستراتيجية بين البلدين، أعلنتْ سويسرا، ضيف شرف المعرض الدولي للفلاحة بمكناس في دورته الرابعة عشرة، أنها لنْ تدّخر جهداً في مساعدة المغرب من أجل تكريس رقمنة الفلاحة، خاصة وأنها قطعتْ أشواطاً كبيرة في مجال معالجة البيانات والتطبيقات الرقمية المرتبطة بالقطاع الفلاحي والصناعات الغذائية. وقال نائب مدير المكتب السويسري الفيدرالي للفلاحة، جان مارك شابويس، إنّ "الرقمنة تساعد الفلاحة على المساهمة في الاضطلاع بالدور الرئيسي الذي تستحقه في مكافحة الجوع وفي توفير حماية أفضل واستخدام مستدام للموارد الطبيعية"، مشيراً إلى أنّ "التحول الرّقمي يمكن أن تسْتفيد منه الفلاحة المغربية وصغار الفلاحين من خلال تنزيل الحلول المقترحة على الفلاحين". وأضاف المسؤول السويسري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنّ "سويسرا عملتْ على جعل الفلاحين قريبين من القطاع الأكاديمي في الكليات والجامعات والقطاع الخاص من أجل الاستفادة من التطور التكنولوجي"، ودعا إلى "تنظيم دورات تكوينية للفلاحين حتى تترسّخ معارفهم ويحسنوا استعمال التكنولوجيا". وفي المنحى ذاته، اعتبر شابويس أن "الحكومات يتعين عليها أن تشجع فهما مشتركا للمبادئ التي ينبغي أن تحكم معالجة البيانات والتطبيقات الرقمية في الفلاحة وقطاع الصناعات الغذائية"، مبرزاً أن المكتب الفيدرالي للفلاحة قد أطلق عملية تشاركية لبلورة ميثاق حول الرقمنة في قطاعي الفلاحة والصناعات الغذائية ببلاده، قبل أن يشدّد على أن "هذا الميثاق يتضمن 12 مبدأ توجيهيا لشركائه، ويروم التعريف بفوائد تبادل البيانات الفلاحية ووضع مبادئ شفافة بشأن استخدامها". وفي هذا السياق، أورد محمد حوراني، الرئيس المدير العام لشركة "هايتيك بايمونت سيستيمز" أن "الرقمنة تمسّ جميع القطاعات والمجتمع أيضاً، وهي موجودة في كلّ مناحي الحياة، والقطاع الفلاحي له علاقة مع هذه الإشكالية وعليه أن يستفيدَ من التكنولوجيا المتاحة نظراً للتحديات المطروحة". وأضاف حوراني أن "هذه التحديات مرتبطة بالنمو الديمغرافي حيث من المتوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 10 ملايير نسمة سنة 2050، وهذا يعني أننا يجب أن نتوفر على ما يكفي من التغذية ونتجاوز تحدي التوسع العمراني الذي يكتسح الأراضي الفلاحية". وزاد: "هذه التكنولوجيا يجبُ أن تكون من نصيب الفلاحين الكبار الذين يملكون الإمكانيات وكذلك في صالح الفلاحين الصغار، خصوصاً وأن 80% من الفلاحين في العالم هم فلاحون صغار، وبالتالي لا يمكن الاستغناء عن هذه الفئة من الفلاحين بل يجب مرافقتهم وتمكينهم من هذه التكنولوجيا". وتعدّ سويسرا شريكا تاريخياً للمملكة، وتصنف ضمن المستثمرين العشر الكبار الأجانب، وستكون حاضرة بواسطة العديد من المقاولات المعنية بالقطاع من أجل الترويج، انطلاقا من مكناس، للابتكارات التي تساهم فعلياً في تحقيق فلاحة قوية تدرّ المداخيل وتخلق فرصاً للشغل. وبرقم يتجاوز 5 مليارات من الاستثمارات منذ سنة 2014، فإنّ المقاولات السويسرية تخلق لوحدها 9000 منصب شغل مباشر بالمملكة، ومنذ 1948، تعملُ 50 مقاولة سويسرية يوميا على إشعاع وازدهار الاقتصاد المغربي. ويفتخرُ الرّواق السويسري بمساهمته في إرساء وتعزيز الريادة الخضراء للمغرب على الصعيدين الجهوي والقاري، المدعومة بالسياسة الملكية. وتسعى سويسرا إلى أن يكون حضورها في مستوى تطلعات هذا الموعد الكبير، وأن تسلط الأضواء على أبرز فاعليها الوطنيين في هذا القطاع. وتوجدُ المقاولات السويسرية في مدخل المنطقة الدولية، ويضمُّ برنامجها في هذه الدورة من المعرض: توقيع الاتفاقيات، ومؤتمرات موضوعاتية، وتنشيطات جد مبتكرة. وعلى امتداد زمن المعرض، سيتمكَّن الزوار من التعرف عن قرب على الأصالة السويسرية، وتذوق أنواع الشكولاتة والأجبان السويسرية القحة، والتعرف كذلك على روبوت مزود بذكاء اصطناعي، مع تذوق بعض الفواكه والخضر المغربية التي تزرعُ بشكلٍ مستدام.