قال محمد بلحسن، نائب الكاتب العام للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، إن مسألة تدريس اللغات ولغات التدريس قضية مجتمعية لا تهم النواب والأحزاب، بل تهم المجتمع، نافيا إمكانية حصر تردي المنظومة التعليمية بالمغرب في سبب واحد. وأوضح بلحسن، مساء الجمعة، في مداخلة بندوة هسبريس حول "جدل فرنسة التعليم"، أن في "ربط المسألة اللغوية اليوم بالاقتصاد وسوق الشغل مجازفة لا يؤمن بها رجال الاقتصاد". وزاد مبيّنا: "من يستطيع تحمل مسؤولية كيف سيكون سوق الشغل عند تخرّج التلاميذ بعد عشرين سنة، والمهن التي ستظهر غدا، خصوصا أن الولاياتالمتحدةالأمريكية هي القوّة الاقتصادية اليوم، وغدا ستكون الصين؟"، واصفا ذلك ب"المقاربة البراغماتية غير الموضوعية". ورأى نائب الكاتب الوطني للائتلاف الوطني للغة العربية أن الائتلاف لم يتأخر في نقاش القانون الإطار المتعلّق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، بل بدأ النقاش مع إحالة مشروع القانون الإطار على مجلس النواب، وأصداء الصراعات داخله، موضّحا أن النقاش بدأ مع الحكومة السابقة وفرض اللغة الأجنبية في البكالوريا، حيث ذكر بالمشادة الكلامية التي وقعت بين رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران ووزير التربية الوطنية السابق رشيد بلمختار حول الباكالوريا الدولية. وتحدّث بلحسن عن "الزيغ والانحراف"، الذي طال النص الذي ورد في الرؤية الاستراتيجية لإصلاح منظومة التربية والتكوين، في القانون الإطار بصيغته الحالية، وأحال على النقاش حول تعريف التناوب اللغوي والتحوير الذي طال ماهيته وغيّر صيغة "تدريس بعض المضامين والمجزوءات باللغات الأجنبية" إلى صيغة جديدة. وأكد بلحسن أنه "لا اختلاف مع الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 بحذافيرها"، مقدّما مثالين على "الخروج عن هذه الرؤية في القانون الإطار"، أحدهما يتعلق بحديث الرؤية الاستراتيجية عن التناوب اللغوي في بعض المضامين ابتداء من التعليم الثانوي، وخروجها عن ذلك عند الحديث عن التدريس بالفرنسية منذ التعليم الابتدائي. ونفى بلحسن أن يكون للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية "مانع في تدريس اللغات"، قبل أن يستدرك قائلا: "لكن لغات التدريس هي اللغات الأم"، مضيفا أن تجربة التعريب "لا يمكن الحكم عليها بالقصور لأنها لم تطل المضامين التعليمية في الجامعة، ولو وفرت لها الشروط الأساسية من الألف إلى الياء بالتدريس من التعليم الابتدائي إلى العالي لكان من الممكن الحكم عليها حكما موضوعيا". وانتقد نائب الكاتب العام للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية "خصوم التعريب"، الذين قالوا بفشله، مع أنه لا يمكن الحكم على هذه التجربة دون النظر إلى الحيثيات والخبرة والدوافع، وقدّم مثالا على ذلك بالمغاربة الذين درسوا باللغة العربية، ثم انتقلوا إلى روسيا وألمانيا وأوكرانيا والصين، واستطاعوا التكيّف. تجدر الإشارة إلى أن ندوة هسبريس بُثَّت بشكل مباشر على صفحة الجريدة الإلكترونية بموقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وجمعت إضافة إلى الكاتب العام للائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية محمد بلحسن، أستاذ العلوم السياسية حسن أوريد، وعضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي نور الدين عيوش.