انتُخب لحبيب المالكي رئيساً لمجلس النواب لما تبقى من الفترة النيابية الممتدة إلى غاية سنة 2021، بعدما ترشح وحيداً في عملية الانتخاب التي جرت اليوم الجمعة. وحصل المالكي على غالبية أصوات أعضاء مجلس النواب، حيث بلغ المصوتون لصالحه 245 من أصل 280 مصوتاً، والباقي عبارة عن أصوات ملغاة وبيضاء. وعرفت جلسة انتخاب رئيس مجلس النواب، المنعقد طبقاً للفصل 62 من الدستور والتي ترأسها عبد الواحد الراضي باعتباره أكبر سناً ضمن الغرفة الأولى للبرلمان، إعلان برلماني الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية عدم مشاركتهم في التصويت. وشكر المالكي، في كلمة عقب تجديد الثقة فيه، كل البرلمانيين الذين صوّتوا لصالحه، وأضاف: "ومن كان له رأي آخر عليّ أن أحترمه في جميع الأحوال، وأعتبر أن هذا الاختيار من صميم الديمقراطية". وأضاف المالكي أن "التصويت من صميم العمل المؤسساتي وليس للأشخاص ولا حتى للانتماءات السياسية، ومهما يكون سأكون كما كنت وكما صرفت خلال النصف الأول من الولاية الحالية رئيساً لجميع مكونات المجلس، وسأواصل مع أجهزة المجلس بنَفَسٍ أقوى لإنجاز ما لم نتمكن من إنجازه إن شاء الله". وتعهد رئيس مجلس النواب باحترام "جميع المواقف والآراء والاختيارات، سواء كانت في صف الأغلبية أو المعارضة.. ولا بد من التذكير أننا ساهمنا معا في ترسيخ دولة القانون والمؤسسات وتدعيم ركائزها، وخاصة في بناء ثقافة مؤسساتية". وأضاف المالكي أن "الاشتغال على أساس التوافق لا يلغي الاختلاف بل يُرتب الاختلافات وعلى أساس إنضاج الشروط الميسرة للتوافق، خصوصاً في قضايا لها من الحيوية والأهمية والثقل؛ ما يجعلها تخدم مستقبل البلاد". وأكد رئيس مجلس النواب أن "هذه المنهجية ساهمت في إحداث تحول مهم على مستوى العمل في مجلس النواب، وساهمت في تحسين صورة المؤسسة للوصول إلى ثمرة جهد جماعي". وأشار المالكي إلى أنه "سيواصل العمل بعزم أكبر على ترسيخ مفهوم برلمان القرب وجعله ملموساً لدى المواطنين والمواطنين لتكريس المجلس كمؤسسة متفاعلة مع السياق الوطني ومطالب تطلعات المجتمع المغربي". ودعا المالكي النواب البرلمانيين إلى "عدم إخضاع القضايا الكبرى التي من المفروض أن تحظى بالتوافق والإجماع لأي حساب إلا الحساب الوطني والمصلحة العليا للبلاد؛ لأن الأمر بالمستقبل وقضايا تحدد هذا المستقبل في مجتمع كان عبر التاريخ ولا يزال من دعائمه التنوع والتعددية". ومن المقرر أن يعقد مجلس النواب، الاثنين المقبل، جلسة عمومية لانتخاب هياكل المجلس، من مكتب ورؤساء اللجان الدائمة، مع الإعلان عن أسماء رؤساء الفرق والمجموعة النيابية للفترة المتبقية.