بالتزامن مع دخوله قاعات العرض، اتهم فريقُ عمل "التوفري" منتجَ الفيلم ب"النصب وخيانة الأمانة وتبديد أموال عمومية". وأقام ممثلون وتقنيون ومؤلفون دعاوى قضائية ضد منتج الفيلم السينمائي، سعيد مرنيش، للمطالبة بمستحقاتهم المالية مقابل عملهم في الشريط، متهمين المنتج ب"استغلال اسم والده الراحل المنتج والمخرج محمد مرنيش، المالك الأصلي لشركة الإنتاج، للحصول على الدعم العمومي وصرفه في غير محله". السيناريست خالد الخضري أبرز أن "طاقم العمل اضطر للجوء إلى القضاء بعد استنفاد كل محاولات التفاهم مع الشركة المنتجة، التي ظل صاحبها يتعنت ويتماطل طيلة 18 شهرا في دفع ما بذمته رغم حصوله على 3 دفعات من المركز السينمائي المغربي". وكشف كاتب سيناريو "التوفري" في تصريح لهسبريس أن كل المساعي التي قام بها للحصول على حقوقه المادية وحقوق عدد من الفنانين والتقنيين، لم تجد أي رد فعل إيجابي من قبل منتج الفيلم الذي خرق كل القوانين والأعراف المنظمة للحقل السينمائي، مؤكدا أن "إنصافهم لن يتأتى إلا عبر القضاء". المتحدث نفسه أوضح أن المركز السينمائي المغربي أعلن وقف ضخ الشطر المتبقي من مبلغ الدعم للشركة المنتجة، بعد مراسلات عديدة للفئة المتضررة، لكن "هذا القرار غير نافع". منتج الفيلم، سعيد مرنيش، رد على الاتهامات الموجهة إليه من طرف فريق العمل بالقول إن "الشركة لم تتوصل بكافة أشطر الدعم من طرف المركز السينمائي المغربي"، وهو ما منعه من تسديد مستحقات بعض التقنيين، مؤكدا أنه لم ينكر أن لديهم مستحقات على ذمته. وعن اتهام الممثلة نجاة خير الله له بهضم حقوقها ومطالبتها الجمهور بمقاطعة الفيلم، قال: "كل ادعاءاتها عارية من الصحة، كانت تعامل معاملة جيدة كباقي زملائها الممثلين، بالإضافة إلى تغيبها غير المبرر في أيام التصوير، وسنطالبها بتعويض عن ذلك أمام القضاء". وأضاف مرنيش أن طبيعة الفيلم التاريخية جعلت مصاريفه كثيرة بشكل نفدت معه ميزانية الأشطر الثلاثة، وأنه اضطر لتأجيل بعض المستحقات لتغطية مصاريف المونتاج حتى يكون الفيلم جاهزا للعرض. ويحكي "التوفري" قصة أسرة بدوية تعيش حياة قاسية خلال المرحلة الاستعمارية نتيجة ظلم واضطهاد قائد مغربي عميل للحكم الفرنسي، لترد على ذلك بشكل ثوري، الشيء الذي ساهم في بلورة وعي وكفاح الوطنيين بشكل عفوي وتلقائي. ويسلط الفيلم السينمائي، لمخرجه مصطفى فاكر، الضوء على أساليب النضال في إحدى البوادي المغربية خلال فترة الاستعمار "التي قد تبدو بسيطة وبدائية لكنها كانت بمثابة بوادر كفاح وطني منظم ضد الاستعمار"، يبرز مخرج الفيلم. وتجدر الإشارة إلى أن الشكاية الموجهة إلى الوكيل العام للملك وقّعها كل من كاتب السيناريو خالد الخضري، والتقني لكبير سميح، والتقنية في الماكياج ثريا العباسي، ومصففة الشعر زبيدة شوقي. كما رفعت الممثلة نجاة خير الله من جانبها شكاية استعجالية تطالب من خلالها منتج الفيلم بتمكينها من مستحقاتها.