أجمع المتدخلون في ندوة "تسيير الشأن المحلي ورهانات التنمية"، من طرف التنسيقية الإقليمية لحزب التجمع الوطني للأحرار بمراكش، على ضرورة تأسيس تدبير الشأن العام المحلي على قاعدة التعاون والتشارك بين الفاعلين في إطار سياسة الحوار والخضوع للمبادئ والقواعد القانونية لضمان قبول واسع من طرف الساكنة المحلية لمجمل المشاريع والبرامج، التي يجب أن تخضع لقواعد المراقبة الذاتية والقانونية والمحاسبة. وخلال مداخلته في هذه الندوة، التي نظمت بالمقر الجهوي لحزب التجمع بمراكش، أوضح محمد الغالي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أن "الشأن المحلي أصبح من الاهتمامات الأساسية والمحورية للأجهزة المحلية: الجماعات الترابية وفعاليات المجتمع المدني المحلي"، مضيفا أن "مجال تنمية الجماعات الترابية يخضع لتدبير متعدد الأطراف المساهمة فيه". وتابع الغالي قائلا: "أصبح من الواجب أن يكون للحكامة والثقة وقيم الالتزام والاعتراف والانخراط فيها تأثير جيد في تنمية المرافق العمومية المحلية من أجل التخفيف من قوة السلطة المركزية واستثمار الإمكانيات والفرص المتاحة على المستوى المحلي". أما منير الأمني، عضو الشبيبة التجمعية ومستشار بجماعة خريبكة، فأكد على أهمية الارتقاء بالجماعة الترابية من مؤسسة ذات طابع إداري إلى مؤسسة ذات طابع اقتصادي تنافسي، مضيفا "من الضروري أن يطعم التسيير المحلي بالمفاهيم والآليات الجديدة، خاصة الاستشارية والاقتراحية والحكامة الجيدة، وإشراك المجتمع المدني، وتكوين منتخبين بغية تحقيق تنمية محلية عالية، مختلفة المناحي، واستغلال أفضل لكل مؤهلات وإمكانات الجماعات الترابية". وأكد المستشار الجماعي أنه "أصبح من الضروري أن تبحث الجماعات الترابية عن آليات تمكنها من ابتكار حلول بديلة لتمويل المشاريع، كعقد اتفاقيات التعاون والشراكة مع القطاعين العام والخاص، واتفاقيات التوأمة والتعاون اللامركزي مع الجماعات الترابية، وطنية وأجنبية، وإبرام اتفاقيات مع فاعلين من خارج المملكة في إطار التعاون الدولي". من جهته، أوضح إسماعيل البرهومي، رئيس جماعة حربيل، وعضو المجلس الوطني لحزب التجمع، أن الجماعات الشبه حضرية، كمدينة تامنصورت، لها إكراهات وخصوصيات، تتطلب تسطير برنامج متكامل لمجموعة من المشاريع التنموية، مما يفرض تفعيل الشراكة مع كل الفاعلين، والبحث عن موارد مالية لخدمة الساكنة". وكأمثلة عن المشاريع التنموية التي تمت من خلال الانفتاح على شركاء متعددين، أشار البرهومي إلى مشروع المركب الجامعي مع جامعة القاضي عياض، ومشروع الحاويات التحت أرضية، والمجزرة الكبيرة، وإعادة الهيكلة الشاملة التي وصلت 90 بالمائة، مما "سيحول وجه المدينة إلى قطب حضري واعد في المستقبل القريب"، يضيف رئيس جماعة حربيل. يشار إلى أن هذا النشاط، الذي أطره المستشار الجماعي عبد الواحد الشفاقي، حضره أكثر من 140 تجمعيا وتجمعية.