احتشد عشرات الآلاف من الفلسطينيين، اليوم السبت، على حدود قطاع غزة في وجه دبابات وجنود إسرائيليين؛ في الذكرى السنوية الأولى لانطلاق "مسيرة العودة الكبرى". واصطفت قوات إسرائيلية على الجانب الآخر من السياجات شديدة التحصين، في ظل توترات كبيرة بعد أيام من إطلاق صواريخ من غزة أعقبتها ضربات جوية إسرائيلية. وقال مسؤولون بقطاع الصحة في غزة إن أربعة فلسطينيين قتلوا اليوم السبت، يتعلق الأمر بثلاثة يافعين في عمر 17 عاما، راحوا ضحية نيران القوات الإسرائيلية خلال الاحتجاج، بينما سقط الرابع قبل ساعات من المظاهرة الرئيسية. لكن الحشد، اليوم السبت، كان أصغر من المتوقع رغم مخاوف بأن تشهد الذكرى السنوية "تصعيدا كبيرا" وفق الانتظارات العبرية. ونصب المنظمون مكبرات للصوت في مراكز الاحتجاج على تخوم غزة لإطلاق أغان وطنية فلسطينية، في حين قامت حركة "حماس"، التي تسيطر على القطاع، بإغلاق المدارس للتشجيع على المشاركة. ويطالب المحتجون برفع الحصار العسكري المفروض من الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وبعودة الفلسطينيين إلى الأراضي التي فرت منها عائلاتهم أو أجبرت على تركها أثناء إعلان قيام إسرائيل عام 1948. وانتشر مئات الرجال الفلسطينيين، بعضهم من "حماس"، مرتدين سترات برتقالية لمنع المحتجين من الاقتراب من السياج. وانحسر انتشار الدخان الأسود الكثيف مع الحد من حرق الإطارات المطاطية؛ على خلاف الاحتجاجات الأسبوعية السابقة. وذكر الجيش الإسرائيلي أن نحو 40 ألف شخص شاركوا في الاحتجاج، ألقى بعضهم قنابل يدوية وعبوات ناسفة. عام من الاحتجاج قتلت القوات الإسرائيلية نحو 200 فلسطيني منذ بدء الاحتجاجات في غزة، وفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية، فيما قتل قناص فلسطيني جنديا إسرائيليا. وقال محمد علي، الذي يبلغ من العمر 16 عاما، "بعد سنة أنهي دراستي، والدي عاطل عن العمل، وبالتالي لن أستطيع دخول الجامعة، من المسؤول؟ إسرائيل". "لا أعلم بعدُ كم سنة ستمر قبل أن تتحسن أحوالنا، لكننا يجب أن نستمر في هذه المسيرات إلى أن ينتهي الاحتلال ويزول الحصار"، يردف اليافع نفسه. ويخضع تعامل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الاحتجاجات لتدقيق شديد في الداخل، في ظل الاستعداد للانتخابات المقررة يوم التاسع من أبريل. ويواجه الزعيم الإسرائيلي المخضرم تحديا كبيرا من حزب ينتمي إلى الوسط، بقيادة جنرال سابق، وضغوطا من الصقور في ائتلافه اليميني ليكون ""أكثر صرامة في مسألة الأمن. توتر متزايد تصاعدت المواجهات قبل الذكرى السنوية للاحتجاجات. واحتدمت الاشتباكات إثر هجوم صاروخي فلسطيني من غزة أصيب فيه سبعة إسرائيليين بقرية شمال تل أبيب، يوم الاثنين الماضي،. وشنت إسرائيل بعد الهجوم موجة من الضربات الجوية، ونقلت تعزيزات إلى الحدود. وبعد 12 شهرا من إراقة الدماء، يعمل الوسطاء المصريون على تجنب مواجهات أخرى، وتخفيف القيود الإسرائيلية المفروضة على قطاع غزة. وتقول وكالات إغاثة إنسانية إن الحصار سبب رئيسي للفقر في الجيب الساحلي الضيق المكتظ بنحو مليوني فلسطيني. وقال قياديون من حركة المقاومة الإسلامية وحركة الجهاد الإسلامي إن محادثات الهدنة تحقق تقدما، لكن "حماس" قالت إن لديها قائمة مطالب يتعين على إسرائيل تنفيذها. وقال يحيى السنوار، زعيم "حماس" في غزة، ضمن تصريح ل"رويترز"، لدى وصوله إلى الاحتجاج "نحن على موعد خلال الأيام القادمة لاستكمال المفاوضات لنصل إلى كسر حقيقي للحصار إن شاء الله". *رويترز