قال الفنان المغربي نعمان لحلو إنه "ضد استخدام الكلام النابي، خاصة في الأغاني، لأنها تدخل البيت دون استئذان". وأضاف أن استعمال الكلمات النابية، اليوم، يعبر بطريقة أو بأخرى عن ثقافة جيل. وأوضح لحلو، في حوار مصوَّر مع جريدة هسبريس الإلكترونية، أن الفنان لا يتحمّل مسؤولية كبيرة في تفاهة المنتوج الفني. وأضاف أن "من يشجّعونه هم من يتحمّلون المسؤولية"، مشيرا إلى أن "الأغاني المغربية، بما لها وما عليها، تعكس الواقع المغربي بطريقة أمينة وتشبهنا، وهي ظاهرة حقيقية وصادقة أفرزها المجتمع، رغم بعدها في كثير من الأحيان عن الهوية". وأكد لحلو أن عدم حضوره الدائم "اختيار شخصي للابتعاد عن الصور النمطية والمهرجانات والحضور المكثّف في الإعلام"؛ لأن "هناك نجاحات أفقية في التاريخ تبقى وتعيش". ويرى لحلو أن "المبادرة يجب أن تأتي من المبدع لأن الوزارة تشجّع عبر دعم الأعمال الموسيقية، وتهتمّ بحقوق المؤلفين، التي تغيّرت تغيّرا جذريا في السنوات الخمس الماضية"، بينما اهتمام وزارة الثقافة والاتصال يجب أن ينصبّ، يضيف لحلو، على "الرواد والشباب دون أن تنسى أنها تعبر عن بلد وحضارة بالانسياق وراء المشاهدات، أو توزيع الدعم لجبر الخواطر، فلا دمقرطة ولا محاباة في الفنّ والثقافة لأنهما تعبير عن هوية وحضارة أمة". وذكر مغنّي "يا شفشاون يا النوارة" أن بطاقة الفنان كانت فارغة المضمون، وأن البطاقة المهنية يجب أن تكون فيها تخفيضات في السفر والفنادق، مشيرا إلى أن صيغتها الجديدة ستكون "أكثر جدية". وقال لحلو إن أغنيته "الغزالة زاكورة" حقّقت نجاحا كان منتظرا، وأنها صُوِّرت تصويرا عالي الجودة، مضيفا أن مدينة زاكورة "بدأت تجني ثمار رسالتها، التي تتجلّى في أن تصبح وجهة سياحية"، وهو القصد الذي كان أيضا من غنائه عن شفشاون وتطوان وتافيلالت، يضيف لحلو، مشيرا إلى أن مشاريع الأغاني حول المدن المغربية مستمرّة. وصرّح بأنه سجّل أغنيتين حول طنجة والصويرة، وأنه لا يزال يريد الغناء عن الشاوية والمغرب الشرقي والصحراء المغربية ومجموعة من المناطق الأخرى، لرغبته في "التركيز على المناطق الموجودة في دائرة الظل الإعلامي، لأن المدن الكبرى تتكلّم عن نفسها ولا تحتاج ذلك". ويرى الفنان المغربي أن دبي، اليوم، سحبت البساط من القاهرة، وأنها أصبحت ملاذا للكثير من القنوات العربية والتلفزيونات والجرائد وشركات الإنتاج. وعبّر في هذا السياق عن كونه "ضد نسيان الهوية عند الذهاب إلى أي بلد كان"، مقدّما مثالا بالمغنّية دنيا باطما، التي ذهبت إلى رحاب خليجية وشرقية ولم تنس أبدا أنها مغربية، وظلّت تلبس القفطان وتتحدّث باللهجة المغربية.