يواصل طلبة كلية الطب والصيدلة بمدينة أكادير مقاطعة الدروس النظرية والتداريب الاستشفائية، وذلك على خلفية ما وصفه مكتب الطلبة ب"غياب ظروف لائقة بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني من أجل استكمال التداريب، في ظل غياب مستشفى جامعي، على غرار باقي كليات الطب والصيدلة بالمغرب". وجاءت الخطوة الاحتجاجية لطلبة الطب والصيدلة بأكادير، وفقا لأسماء بوسيف، الطالبة في السنة الثالثة، بعدما "تفاقمت الأوضاع وازدادت سوءا، وتبخّرت وعود تأهيل مستشفى الحسن الثاني، المحتضن للتداريب الاستشفائية، والذي يفتقر إلى أبسط الشروط"، مضيفة: "منذ شتنبر الماضي ونحن نعيش حالة من الاحتقان واللاتركيز..أصبح الطبيب والطالب والمواطن السوسي يدفعون ثمن هذا الوضع غير السوي". من جهته، أورد أحمد رضا، رئيس مكتب الطلبة بكلية الطب والصيدلة بأكادير، ضمن تصريح لهسبريس، أن "هذه الكلية افتتحت أبوابها أمام الطلبة منذ الموسم الجامعي 2016/2017، وهو افتتاح صوري فقط، لأنها كانت قيد الأشغال، لذلك تم استقبال الطلبة في المركب الجامعي، أما المستشفى الجامعي فكان غائبا حينها". وأضاف أحمد رضا: "بداية من العام الجاري تم افتتاح الكلية، والتحق بها الطلبة، لكن فرحتهم سرعان ما تبددت بدخولهم في التداريب الاستشفائية التي تجرى بالمستشفى الجهوي الحسن الثاني بأكادير، وهو مستشفى أقل ما يمكن أن يقال عنه إن أغلبية المصالح به لا ترقى إلى مستوى تقديم علاجات تصون كرامة المريض السوسي، ناهيك عن تكوين طلبة الطب، أطباء المستقبل". وعن المشاكل التي تحول دون تقديم تكوين لائق للطلبة، قال المتحدّث ذاته: "هناك سوء تنظيم التخصصات الطبية، مع تجميع العديد منها في جناح واحد، وعدم تحديد الأسرة الخاصة بكل تخصص طبي، ما يشكل عدة عراقيل، كالاكتظاظ، على سبيل المثال لا الحصر؛ فبالجناح الثاني بالمستشفى يجتمع أزيد من 24 طالب طب، منقسمين على تخصصين طبيين: الطب الباطني وطب الجهاز الهضمي. وهذا العدد سيرتفع إلى 48 السنة القادمة، لأن طلبة طب الغدد والسكري وطلبة طب الأعصاب سيضافون، ناهيك عن الأطباء الداخليين والمقيمين". "ينضاف إلى ذلك انعدام أو قلة التجهيزات الطبية والنقص المهول في الطاقم التمريضي والتقني، ما يؤثر سلبا على جودة تأطير طلبة الطب، وما إلى ذلك من المشاكل التي نجمت عن إلحاق الطلبة وأساتذة الطب بمؤسسة تواجه مشاكل في تقديم العلاجات للمواطنين، التي من المفترض أنها دورها الرئيسي، ناهيك عن تأطير طلبة الطب والأطباء المقيمين والداخليين"، يورد رئيس مكتب الطلبة. وطالب المصدر ذاته ب"توفير أرضية ملائمة للتداريب الاستشفائية، وذلك عبر تأهيل المستشفى الجهوي الحسن الثاني، من خلال تزويده بالتجهيزات الطبية اللازمة، وتوفير الأطر شبه الطبية، إضافة إلى إعادة هيكلة تنظيم التخصصات الطبية"، مردفا: "كلها إجراءات لطالما طالبنا بها وستعود بالنفع على المرضى بالدرجة الأولى. ولطالما كان جواب الوزارة دائما بالوعود منذ السنة الماضية دون أن يتحقق شيء". يُشار إلى أن أساتذة كلية الطب والصيدلة بأكادير انخرطوا بدورهم في عملية مقاطعة التداريب الاستشفائية التي يُشرفون عليها داخل المركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بأكادير، إذ أشار بلاغ سابق للفرع الجهوي للنقابة الوطنية للتعليم العالي بسوس ماسة إلى أن "ممارسة الأساتذة الأطباء لمهامهم العلاجية داخل مستشفى غير جامعي يعتريها غموض كبير، من الناحية الإدارية والقانونية، ما يعرضهم لتجاوزات متكررة من إدارة المستشفى". وأضاف البلاغ سالف الذكر أن "الأساتذة الأطباء انتظروا لمدة تزيد عن سنة، وبنية حسنة، تطبيق وعود وزارة الصحة، ومن بينها تأهيل مستشفى الحسن الثاني، لكن عند كل لقاء مشترك لا يتم إلا تجديد تلك الوعود، وستزداد الأحوال سوءا في المستشفى عندما ينضاف كذلك فوج الأطباء الداخليين والمقيمين، ما سيزيد من الاكتظاظ داخل هذا المستشفى".