بعد الاعتصام داخل ملحقة وزارة الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الاجتماعية في العاصمة الرباط، الأسبوع الفارط، وجّه المكفوفون المعطلون رسالة استعطافية إلى بابا الكنيسة الكاثوليكية، البابا فرنسيس، يطلبون منه "التدخّل الإنساني" في الملف المتعلق بتشغيلهم. التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات بالمغرب وضّحت في رسالتها إلى البابا فرنسيس، الذي يرتقب أن يقوم بزيارة إلى المغرب أواخر شهر مارس الجاري، حيثيات ملفها المطلبي، الذي قالت إنه "وصل إلى الباب المسدود". وشكا المكفوفون المعطلون الذين يخوضون أشكالا احتجاجية في العاصمة الرباط منذ سنوات، إلى بابا الفاتيكان، "غياب قنوات الحوار والإرادة الحقيقة لطيّ الملف من طرف الحكومة المغربية، وسيادة اليأس والإحباط لدى فئة المكفوفين المعطلين". وخاطب المكفوفون المعطلون بابا الفاتيكان، حسب ما جاء في نص رسالتهم: "لم نجد بدا من التوجه إلى قداستكم طمعا في رعايتكم السامية، مقدرين جسامة المسؤوليات التي تتحملونها في خدمة البشرية، وبغية إطلاعكم على خصوصية ملفنا الذي لم تأخذه الحكومة بعين الاعتبار أثناء وضعها الحلول المنتظرة لمعضلة البطالة، وخاصة فئة المكفوفين". وقال عضو في التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات بالمغرب، طلب عدم ذكر اسمه، "مخافة الانتقام منه بإقصائه من مباريات التوظيف"، إنّه وزملاؤه لجؤوا إلى مراسلة بابا الفاتيكان لأنهم "طرقوا أبواب جميع الجهات المعنية في المغرب، وراسلوا الضمائر الحية، ولا أحد أصغى إليهم". وكانت الحكومة نظمت، أواخر شهر يناير الماضي، مباراة لتوظيف 50 شخصا من ذوي الإعاقة، ومنهم المكفوفون، لكن عضو تنسيقية المكفوفين المعطلين الذي تحدث إلى هسبريس اعتبر أنّ هذه المباراة "تنطوي على إقصاء للمكفوفين، لأنهم يُمتحنون كباقي الأشخاص ذوي الإعاقة الحركية"، وأوضح: "نحن مكفوفون، وهناك فرق كبير بيننا وبين الأشخاص الذين يعانون من إعاقة حركية، لكنّ الحكومة لا تراعي هذا الفرق، وتضعنا في سلة واحدة، وكأنهم يضعون عراقيلَ أمامنا لولوج الوظيفة العمومية". وأخبرت التنسيقية الوطنية للمكفوفين المعطلين حاملي الشهادات بالمغرب البابا فرنسيس بتفاصيل الأشكال الاحتجاجية التي خاضتها منذ سنة 2011، ومنها الاعتصام في سطح مقر وزارة التضامن في الرباط، الذي انتهى بوفاة أحد المكفوفين بعد سقوطه العرضي. وطلب المكفوفون المعطلون من البابا فرنسيس، الذي تتزامن زيارته إلى المغرب مع اليوم العالمي للأشخاص في وضعية إعاقة، "التدخل في ملفنا الإنساني باعتباركم من أبرز الفاعلين في خدمة الإنسانية بالعالم، ولما عاهدناه فيكم من تفهم واحتواء للفئات المقصية والمهمشة، ضمانا لحقوقها واحتراما لإنسانيتها".