أجمعت مغربيات بألمانيا على إيجابية القوانين المغربية التي تخص حقوق المرأة، معتبرات أن نساء المملكة محظوظات مقارنة مع عدد من الدول الأخرى في المعمور. المتحدثات خلال ندوة بعنوان "المرأة المغربية في قلب دينامية الإصلاحات الدستورية والقانونية"، والتي نظمت بمدينة دسلدورف الألمانية، بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، شددن على ضرورة فهم القوانين الموجودة بالمغرب واستيعابها لحماية حقوق النساء المكتسبة. الندوة التي نظمتها القنصلية العامة المغربية بدوسلدورف، بتنسيق ودعم من الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، عرفت تأكيد الإعلامية نادية ياقين على أهمية القوانين التي جاءت بها مدونة الأسرة، معتبرة أنها أنصفت نساء الحواضر والقرى. كما تطرقت ياقين إلى الدور الكبير الذي لعبته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في دعم النساء، خصوصا بالمناطق القروية، معتبرة أن على نساء المغرب أن يفخرن بما حققنه من مكتسبات مقارنة مع عدد من الدول، وأضافت: "المرأة المغربية محظوظة جدا لأن بمقدورها الانخراط في جميع الميادين العامة، وقادرة على إثبات الذات والمشاركة في تحقيق النموذج التنموي والحداثي والاستفادة منه". ودعت الناشطة الحقوقية والإعلامية المغربية النساء المقيمات بألمانيا إلى مد جسور التواصل والتعاون مع نساء المغرب، وبالقرى خصوصا، والعمل على التشبيك كل حسب تخصصها ومجال عملها، وتشجيع المبادرات النسائية في القرى والمساهمة فيها. سهام قيشوح، المحامية بهيئة هام الألمانية، ركزت في مداخلتها على أهمية القوانين التي حملتها مدونة الأسرة، مقدمة للحاضرات من مغربيات ألمانيا شروحا حول عدد من البنود التي تخص الزواج والجنسية والإرث. وشددت المحامية على ضرورة العمل المتواصل من أجل تطبيق القوانين التي تهم المرأة، معتبرة أن ما تحقق يستحق التنويه باعتباره أحدث تحولا كبيرا في المجتمع المغربي، خصوصا بعد الشروع في تطبيق مدونة الأسرة. بدورها أكدت سناء بدري، الباحثة في العلوم الإنسانية بجامعة بوخوم، على ما سبق من تنويه بما حملته مدونة الأسرة للمرأة المغربية من حقوق، مطالبة بضرورة تطبيقها حرفيا من طرف المكلفين بإنفاذ القانون بالمغرب. ونادت الناشطة الاجتماعية بضرورة تعريف النساء بالقوانين التي تهمهن، مستغربة غياب دروس تعليمية موجهة إلى التلميذات في هذا الباب، سواء بالمغرب أو بالمهجر، وداعية إلى ضرورة معرفة الحقوق للاستفادة منها. وطالبت بدري بتمثيلية أكبر للنساء في جميع مواقع المسؤولية بالمغرب، مشددة على ضرورة تمكين نساء القرى والمدن الهامشية من الوصول إلى مواقع المسؤولية على غرار "نساء المدن الكبرى". جمال شعيبي، القنصل العام للمملكة المغربية بدوسلدورف، أورد في كلمة بالمناسبة أن الندوة تأتي لتسليط الضوء على العديد من المكتسبات والإصلاحات الدستورية والسياسية والقانونية التي تمت مباشرتها في السنوات الأخيرة تحت قيادة الملك محمد السادس، من أجل النهوض بوضعية المرأة وتقوية حضورها في المشهد السياسي والمؤسساتي والاقتصادي والاجتماعي، وتمكينها من تبوؤ مناصب عليا في جميع الميادين. واعتبر الدبلوماسي المغربي من بين الإصلاحات الجوهرية التي جاء بها دستور 2011 تكريس مبدأ المناصفة، وتشجيع تكافؤ الفرص في ولوج الوظائف العامة والتمثيلية الانتخابية؛ "وبالتالي وضع حد للاحتكار الذكوري لممارسة السياسة والتسيير". ونوه شعيبي بشباب المغرب المقيمين بألمانيا لما يبذلونه من جهود، كل من موقعه، للتعريف بالمغرب شعبا وثقافة، وإظهار مختلف تجليات نهضته الاقتصادية والاجتماعية لدى الرأي العام الألماني، وأضاف: "هؤلاء الشباب يتحركون إيمانا بجسامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم باعتبارهم خير خلف لخير سلف لنشر ثقافة الانتماء والإخلاص للمقدسات الوطنية والتشبث بمختلف مظاهر الهوية المغربية، ونبذ مختلف تيارات الفكر الظلامي والعدمي". وختم القنصل العام كلمته بالتأكيد على ضرورة العمل على بناء شراكات وتعاقدات مع شركاء وفاعلين ببلد الإقامة، كل من موقعه، والمساهمة في المسيرة التنموية التي يعرفها المغرب على جميع الأصعدة. الندوة التي حضرتها نساء من مختلف المناطق عرفت تكريم كل من المحامية سهام قيشوح، والإعلامية والباحثة في قضايا الهجرة والمرأة نادية ياقين، وكريمة المرزوقي، الناشطة الاجتماعية، وسميرة رقراق، من الجيل الأول، ومماس أمزاوي، الفاعلة الحقوقية بألمانيا، والشاوي حياة، فنانة متخصصة في الموسيقى الكلاسيكية؛ وذلك عرفانا بالمجهودات المبذولة من طرفهن كل في مجال تخصصها. ختام الاحتفالية بالمرأة المغربية بألمانيا كان مع الفكاهة، إذ أفلح محمد الخياري في إضحاك من غصت بهم جنبات القاعة، مشددا في كلمة له على أنه لم يتردد في قبول الدعوة للمشاركة رغم حداده على وفاة أمه قبل أيام. الدارجة في التعليم والأداء الحكومي ومشاكل الإدارة والتدبير الترابي مواضيع من بين عدة تطرق لها الفكاهي المغربي في عرضه الممتد لساعة من الزمن، وغادر القاعة تحت تصفيقات الحاضرين الذين طلبوا منه البقاء لوقت أطول. وشارك إلى جانب الخياري كل من الصحافي والممثل ومقدم البرامج مراد العشابي الذي بارك للنساء عيدهن، مستعرضا عددا من المشاكل التي تعانيها المرأة في المغرب؛ فيما منحت الفرصة لسفيان ناعوم، خريج برنامج المواهب الفكاهية "ستانداب"، لتقديم عرض مقتضب أمام مغربيات ألمانيا.