ترأست الأميرة للا مريم، رئيسة الاتحاد الوطني لنساء المغرب، اليوم الجمعة بأكاديمية المملكة المغربية في العاصمة الرباط، مراسيم الاحتفال باليوم العالمي للمرأة. وبعد تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، وعزف النشيد الوطني، أدت مجموعة من طلبة جامعة محمد الخامس نشيد الاتحاد الوطني لنساء المغرب بمناسبة تخليد الذكرى الخمسين لتأسيسه. رئيسة لجنة أخلاقيات الاتحاد الوطني لنساء المغرب، أمينة أفروخي، ألقت كلمة ذكرت فيها بتوجيهات الأميرة للا مريم المرتبطة بتعزيز مبادرات الاتحاد في مجال تحقيق العدالة الاجتماعية، انخراطا في الدينامية التي أطلقها الملك محمد السادس. كما سلطت أفروخي الضوء على الحوار الذي خاضه الاتحاد مع فعاليات المجتمع المدني من أجل وضع خطة عمل الاتحاد على أساس عدد من المقاربات، لا سيما اعتماد مبادرة القرب وانخراط الشباب وتنويع وتقوية الشراكات وتعزيز موقع الاتحاد على المستويين الوطني والدولي. إثر ذلك، قدم عضو لجنة أخلاقيات الاتحاد أحمد عبادي نبذة عن كتاب "ثراء الذاكرة .. آفاق واعدة"، الذي يحتفي بعمل الاتحاد طيلة خمسين سنة. وبهذه المناسبة، قامت الأميرة الجليلة للا مريم بتوقيع الكتاب، الذي يعد أداة مرجعية وآلية للاطلاع من شأنها المساهمة في حفظ الذاكرة الوطنية الجماعية، وتعزيز المكتسبات التي حققتها المملكة في مجال النهوض بأوضاع المرأة، وكذا مباشرة تفكير معمق حول الأوراش المستقبلية. وأشرفت الأميرة، بعد ذلك، على إطلاق جيل جديد من وحدات التكوين ثلاثي التخصصات في التكوين والإنتاج والتسويق، وهو مشروع يهدف إلى تطوير البرامج والأنشطة ذات الصلة بالتكوين، وكذا خلق مسالك جديدة وبرامج بيداغوجية مبدعة ومسايرة لحاجيات سوق الشغل قصد تحفيز النساء والفتيات والشباب في وضعية هشاشة من 15 إلى 30 سنة. وسيتم تنفيذ هذا المشروع عبر 63 جمعية جهوية تنخرط تدريجيا في المشروع من خلال مراكز التدريب والتكوين التابعة للاتحاد؛ التي تتجاوز 59 مركزا. رئيس برنامج عمل الكرسي الأكاديمي "لالة مريم للمرأة والطفل"، محمد الغاشي، قدم بعد ذلك برنامج عمل الكرسي الذي تم إحداثه تنفيذا للتوجيهات الملكية، والموجه لضمان نقاش واسع يستجيب لتطلعات وانشغالات المجتمع المرتبطة بالمرأة والطفل. وأبرز الغاشي أن خطة عمل الكرسي الأكاديمي على المدى المتوسط والقصير تتضمن إنجاز أبحاث ودراسات وتنظيم ندوات حول مجموعة من القضايا المرتبطة بالعنف ضد النساء، وزواج القاصرات وإعادة تأهيل المجتمع المغربي، وحماية الأطفال في وضعية هشاشة. كما قدم الوالي منسق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، محمد الدردوري، للأميرة للا مريم شروحات حول مشروع "دار القرب"، وهي المبادرة التي تم الإعلان على إطلاقها في 8 مارس 2018، كبنية للقرب تبتغي تعزيز الإدماج والإنصات الاجتماعي وتطوير نظم الرعاية والحماية الاجتماعية للنساء والأطفال. وتعد دار القرب "نزالت العضم" بإقليم الرحامنة أول نموذج في إطار هذه المبادرة، سيعمم من طرف الاتحاد على باقي جهات المملكة. ويروم هذا الفضاء ضمان القرب والإدماج والإنصاف الاجتماعي للمواطنين والمواطنات، ويستهدف بالخصوص الأشخاص في وضعية هشاشة في العالم القروي وشبه الحضري، من أجل الاستفادة من الخدمات الأساسية ذات الطابع الاجتماعي والطبي والتربوي والقضائي. أما محمد عبد النبوي، رئيس النيابة العامة، فقد تولى تقديم شروحات للأميرة للا مريم بخصوص مشروع إحداث منصة للاستماع والدعم والتوجيه للنساء والفتيات في وضعية هشاشة. وستكون هذه المنصة، التي تندرج في إطار تنفيذ برنامج عمل الاتحاد الوطني لنساء المغرب، الرامية إلى النهوض بحقوق النساء والفتيات وحمايتهن من أي اعتداء، مفتوحة 24 ساعة/ 24 طيلة أيام الأسبوع عن طريق خط هاتفي مباشر. ويسخر الاتحاد لهذه الغاية عددا من الأخصائيين الاجتماعيين والنفسيين الذين سيتولون استقبال الاتصالات الهاتفية من طرف النساء والفتيات في وضعية هشة، من أجل الإبلاغ عن أي اعتداء أو عنف يتعرضن له، قصد توجيههن إلى المصالح المعنية، سواء النيابة العامة أو مصالح الأمن أو الدرك الملكي. كما سيستقبل هذا الخط الهاتفي طلبات الدعم من أجل التوجيه أو الإرشاد بشأن إمكانيات الشغل والتكوين المهني وخلق المقاولة والمشاريع المدرة للدخل المتاحة محليا وجهويا. جدير بالذكر أن الأميرة للا مريم، بهذه المناسبة أيضا، استقبلت ممثلات الجمعيات النسائية الإفريقية، بحضور السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي، محمد مثقال، في تجسيد من هذا الاستقبال لمدى العمق الإفريقي الراسخ للمملكة المغربية.