أدرَّت الضريبة الداخلية على الاستهلاك المفروضة على التبغ 1.42 مليار درهم على خزينة الدولة في شهر يناير المنصرم، وهو رقم يمثل نسبة ارتفاع وصلت إلى 159.2 في المائة مقارنة مع حصيلة شهر يناير من السنة الماضية. وتفيد معطيات النشرة الشهرية لإحصائيات المالية العامة، التي تصدرها الخزينة العامة للمملكة، بأن الضريبة الداخلية على استهلاك السجائر كانت قد ساهمت شهر يناير من السنة الماضية بحوالي 549 مليون درهم فقط. ويأتي هذا الارتفاع في إيرادات ضريبة السجائر في المملكة بعد القرار الذي اتخذته حكومة سعد الدين العثماني برفع نسبة ضريبة TIC على التبغ ضمن قانون مالية سنة 2019، إذ انتقلت النسبة الدنيا للتحصيل من 567 درهماً إلى 630 درهماً لكل ألف سيجارة. وأدى هذا القرار إلى ارتفاع أسعار البيع بالنسبة لعدد مهم من أنواع السجائر الأكثر استهلاكاً من طرف المغاربة، لكن ذلك لم يعط النتيجة المرجوة أساساً من رفع الضرائب على استهلاك السجائر، فالإيرادات ارتفعت بشكل كبير رغم ارتفاع الأسعار. وتنعش الضريبة الداخلية على الاستهلاك TIC المطبقة على السجائر في المغرب ميزانية الدولة سنوياً بملايير الدراهم، إذ تتوقع الحكومة أن تصل مواردها المالية منها 11 مليار درهم السنة الجارية، وقد حققت في ظرف شهر يناير الماضي نسبة 12.9 في المائة من هذا المبلغ. والسجائر الأكثر استهلاكاً من طرف المغاربة هي "كازا"، التي أصبحت ب20 درهماً للعلبة، و"مغرب" ب18 درهماً، وأولمبيك ks ب20 درهماً، و"مور" ب18 درهماً، إضافة إلى "ماركيز ميديوم وكلاسيك" ب21.50 درهماً، و"مارفيل" ب21 درهماً، و"كولواز بلوند" ب23 درهماً و"مالبورو بيوند" و"مارلبورو كولد" ب35 درهماً. وتوصي منظمة الصحة العالمية دول العالم برفع الضرائب المفروضة على التبغ ثلاثة أضعاف لخفض استهلاكها، لما لها من أضرار وخيمة على صحة الإنسان وتسببها في وفيات بالملايين عبر العالم، ومن أجل تحقيق أهداف الأممالمتحدة للتنمية المستدامة بحلول عام 2030. وحسب أرقام كانت قد صدرت عن المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية سنة 2017، يموت 6 ملايين شخص في العالم بسبب التدخين. ويعتبر المغرب من البلدان التي تسجل مستويات عليا من التدخين في المنطقة، إذ يصل إلى 31 في المائة لدى الرجال و3.2 في المائة لدى النساء. لكن الأرقام لدى الشباب مقلقة للغاية حسب المنظمة، إذ إن 10 في المائة من الفتيان و7 في المائة من الفتيات ما بين 13 و15 سنة يدخنون. كما تفيد المعطيات نفسها بأن التدخين مسؤول عن 8 في المائة من الوفيات في المغرب، 75 في المائة منها بسبب سرطان الرئة، و10 في المائة بسبب الأمراض التنفسية.