قبل أن يدخلوا في الإضراب الوطني الذي بدأ أمس الاثنين ويستمر إلى غاية يوم 9 مارس الجاري، عمَد عدد من الأساتذة المشتغلين في إطار نظام التعاقد مع الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين إلى توجيه اعتذار إلى تلاميذهم عن الغياب عن قاعات الدراسة لمدة أسبوع. ونشر عدد من الأساتذة صورا لهم وهُم يغلقون حجرات الدرس في آخر حصة لنهاية الأسبوع الماضي، مرفوقة بعبارات اعتذار من قبيل "عذرا تلميذي أجبرونا على التصعيد"، "عذرا تلميذي عذرا تلميذتي، عذرا آباء وأمهات تلاميذي، عذرا مدرستي أجبرونا على التصعيد". في المقابل، قال عدد من الآباء والأمهات إنّ أبناءهم سيتضررون من إضراب الأساتذة المتعاقدين، خاصة أنّ الإضراب يأتي مع بداية العد العكسي لانطلاق الامتحانات. وعلق عبد الكريم، وهو والد أحد التلاميذ، على إضراب الأساتذة المنطلق الاثنين بالقول: "ارتباك كبير صباح اليوم في السير العادي للدراسة بسبب إضراب الأساتذة المتعاقدين، من المسؤول عن ضياع حقوق أبنائنا؟ والى متى سيبقى هذا الاستهتار؟"، وذهب أولياء أمور إلى تحميل المسؤولية للحكومة، مقابل تفهم لإضراب الأساتذة. الحسن البغدادي، منسق التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، قال، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنّ التلاميذ سيتأثرون بالإضراب؛ "لكننا لا نملك حلا آخر غيرَ الإضراب عن العمل، فحتى أجورنا لم نتوصّل بها إلى حد الآن". وأضاف البغدادي: "لا حلّ أمامنا للضغط على الحكومة من أجل إنصافنا سوى الإضراب عن العمل"، مضيفا: "نحن لا نريد أن يتضرر التلاميذ من الإضراب، وإذا تمّ توفير حجرات دراسية فالأساتذة مستعدون بأن يقدّموا حصصا استدراكية للتلاميذ، ولكن لن نحيد عن الإضراب". ويأتي إضراب الأستاذة المتعاقدين بعد أن عبّرت الحكومة، على لسان ناطقها الرسمي، غداة المجلس الحكومي الأخير، عن استعدادها لمراجعة نظام التعاقد؛ لكنّ مبادرة الحكومة لمْ تلقَ أيّ ترحيب من لدن الأساتذة المتعاقدين، الذين يطالبون بالإدماج في الوظيفة العمومية. وكرّس الأساتذة المحتجون هذه المطالب باختيارهم وسْم "الإدماج_ أو_ البلوكاج" للإضراب الذي انخرطوا فيه اليوم ويمتد إلى غاية يوم السبت المقبل؛ بينما قال الحسن البغدادي: "إذا كانت الحكومة تقول إننا نتمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها الأساتذة المرسمون، فلماذا لا يُدمجونا، نحن أيضا، في النظام الأساسي لرجال التعليم؟". وقدّر منسق التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد نسبة المشاركة في الإضراب عن العمل الذي يخوضه الأساتذة المتعاقدون، وعددهم 55 ألفا، والأساتذة الذين يخضعون للتكوين، وعددهم 15 ألفا، بأكثر من 95 في المائة، مشيرا إلى أنّ عمْد الأكاديميات إلى عدم صرْف أجور الأساتذة أعطى زخما أكبر لإضراب اليوم مقارنة مع الإضرابات السابقة.