مجموعة مغربية شبه خالصة، تلك التي أوقعت الرجاء البيضاوي مع نهضة بركان وحسنية أكادير مع تواجد ضيف كونغولي لم يدخل المسابقة من أجل النزهة فقط وتنشيط المباريات الست، تميزت مبارياتها لحد اللحظة بالإثارة والندية مع كثير من المفاجآت. النصف الأول من هذه المجموعة انطلق بنقطة للجميع، وانتهى بسبعة للبركانين وأربعة للحسنية واثنتين للرجاء في الصف الثالث مناصفة مع الفريق الكونغولي، هذا النصف ترك الباب مفتوحا أمام الجميع رغم فارق النقاط الخمس بين المتصدر وصاحب المركز الأخير، الذي يمكن أن يصير بعد مقابلتين في مهب الريح، وبإمكانه أن يخلط الأوراق من جديد ويعيد المنافسة لعداد الصفر، في حال انتفض "النسر" الجريح أمام النهضة البركانية. نصف مشوار دور المجموعات انتهى بتراجع حامل اللقب للوراء وتقديمه أداء لم يشفع له أن يحقق أول انتصار له بهذا الدور، حيث ظهر حامل اللقب كنسر جريح بدون مخالب، بتعادلين أولهما بأكادير أمام الحسنية وآخر بمجمع الأمير مولاي عبد لله ضد ممثل الكونغو أوطو دويو، لينهزم بعدها بالرباط أمام نهضة بركان (4-2)، ليتموقع "الخضر" في الصف الثالث بجانب الكونغولين. ممثلو الشرق بركان كانوا أكثر حظا وقدموا مستويات طيبة رفقة مدربهم منير الجعواني، والتي شفعت لهم أن يقفوا على ناصية المجموعة بتعادل من قلب الكونغو وانتصارين على كل من الحسنية والرجاء تواليا. الحسنية ومدربهم غاموندي يشقون طريقهم لحدود اللحظة بثبات رغم الهزيمة بالجولة الثانية بالملعب البلدي ببركان في الوقت الذي حققوا فيه تعادلا أمام الرجاء بملعب "أدرار" وفوزا بذات المستطيل الأخضر على الكونغولين بهدفين لواحد، ليضمنوا بذلك الصف الثاني ومطاردة البركانيين. أما الضيف الكونغولي ورغم احتلاله المركز الأخير مناصفة مع ممثل الدارالبيضاء بنقطتين كسبهما بتعادل أمام بركانبالكونغو والرجاء بالرباط وهزيمة بأكادير، إلا أنه بدا فريقا متماسكا قادرا على خلق المفاجأة، وأن يكون "الحصان الأسود" القادم من الخلف. الأمور لم تحسم لحدود هذه اللحظة في هذه المجموعة، ففي حال استطاع الفريق الكونغولي أن يفوز بالمباراتين التي سيلعبهما في أرضه وبين جماهيره، فإنه سيتمكن من قلب موازين القوى بالمجموعة ويعيد خلط الحسابات التي سبق وتم تحديدها سلفا، فيما تظهر حظوظ البركانين قوية، إذ يمتلك أسبقية استقبال مباراتين على أرضه أولهما أمام الرجاء وآخرهما أمام الفريق الكونغولي على أن يواجه الحسنية بأكدير في الجولة السادسة، خمس نقاط فقط بمجموع هاته المباريات حسب ما يتوقعه جل المتتبعين ستضمن لهم صعودا مريحا لدور الربع النهائي. ممثل "سوس" لازالت بدوره تنتظره مقابلات صعبة نوعا ما خصوصا وأنه سافر إلى الكونغو لمواجهة أوتو دويو، على أن يلاقي بعدها بركان على أرضه وأخيرا الرجاء، حيث سيكون عليه تفادي إهدار مزيد من النقاط لتجنب حسابات آخر اللحظات. الرجاء ملزمة أكثر من أي وقت مضى أن تدافع عن "عرشها" الإفريقي مرة ثانية أو أن تخرج من الباب الخلفي للمسابقة وتسلم المشعل لبطل جديد. وتنتظر الرجاء مقابلة صعبة ببركان وأخرى أمام الحسنية على أن يحل ضيفا ثقيلا على الفريق الكونغولي بآخر الجولات، إذ يزال الفريق "الأخضر" ملزما على تحقيق الانتصار ولا شيء غيره ف المباريات المقبلة، إن هو أراد اقتناص بطاقة العبور إلى الدور ربع النهائي. حسابات كثيرة تقع على رأس هذه المجموعة وإن كان "البركانيون" ضمنوا نصفها الأول بشكل جزئي، لكن ما تبقى من جولات سيحسم مصيرها ويحدد هوية المتأهلين. * صحافي متدرب