حرصَ إبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، خلالَ "احتفالاتْ" الذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس "الجمهورية الوهمية"، على وصْفِ المغرب ب"الدولة الشّقيقة"، داعياً الرّباط إلى "العمل معاً، وإجراء مفاوضات مباشرة، بحسن نية وبدون شروط مسبقة، لتسوية النزاع القائم بينهما"، مُضيفاً: "قد آن الأوان للأشقاء في المملكة المغربية أن يجنحوا معنا إلى السلام الحقيقي والدائم". وعبر غالي، الذي ترأّس مراسيم الاحتفال بالذكرى الثالثة والأربعين لتأسيس "الجمهورية الوهمية"، عن استعدادِ الجبهة للعمل في "سياق أخوي مع شقيقتنا وجارتنا المملكة المغربية ومع كل بلدان المنطقة من أجل الانتقال إلى مرحلة جديدة قوامها الأمن والاستقرار والاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون والتنمية والرخاء"، وفق كلمات زعيم الانفصاليين. وغالي، الذي كانَ يرْتدي لباساً عسكرياً في مراسيم الاحتفالات، لمْ ترقه مُصادقة البرلمان الأوروبي على اتفاقية الصيد البحري، والدعم الذي حظيت به طوال جولات الحوار من طرف فرنسا وإسبانيا، وقالَ: "هذا موقف يورط الشعوب الأوروبية بشكل مريب وغير مسؤول في عملية سطو ونهب لثروات شعب أعزل، احتلت أرضه بالقوة العسكرية المغربية اللاشرعية" وفقَ تعبيره. وشكرَ غالي دعمَ الجزائر وبوتفليقة للجبهة، واصفاً إياها ب"مكة الثوار، وقبلة الأحرار، بقيادة الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة"؛ كما وصفَ جنوب إفريقيا ب"رمز الحرية والسلام"، وزاد: "شرفتنا بحضور دبلوماسي عالي المستوى من خلال سفيريها لدى كل من الجمهورية الصحراوية والاتحاد الأوروبي". وحيّا إبراهيم غالي، الذي تلاحقه اتهامات بخرق حقوق الإنسان في المخيمات، ما سمّاهُ "جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي يرابط اليوم في الجبهات الأمامية، واليد على الزناد، ملتزماً بمهمة التحرير، حامياً للحمى، مدافعاً عن سيادة وأمن الوطن والمواطن"، مشيراً إلى أن "الشعب الصحراوي ضحية مؤامرة استعمارية خطيرة، تجلت في اتفاقية مدريد الثلاثية المشؤومة، التي أعطت إسبانيا بموجبها ما لا تملك لمن لا يستحق". وفي كلمتهِ قال غالي إن التنظيم الانفصالي الذي يرأسه "يحظى بمؤسساته التنفيذية والتشريعية والقضائية، ويمارس سيادته على أراضيه المحررة، ويقيم علاقاته الدبلوماسية الواسعة في مختلف قارات العالم، وينفذ التزاماته الدولية، وفي إطار الاتحاد الإفريقي، ويقدم مساهمته في حماية السلم والأمن والاستقرار في المنطقة". وعادَ غالي إلى جلوس المغرب جنباً إلى جنب "الجمهورية الوهمية" خلال أشغال الاتحاد الإفريقي، وقال: "هذا دليل ملموس على فشل كل المقاربات التي تروم القفز على الشرعية الدولية والإفريقية. وكان الاتحاد الإفريقي واضحاً وصارماً، ووجه رسالة صريحة إلى البلدين العضوين في حظيرته"، على حد تعبيره. "نحن مع تمكين المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، الرئيس الألماني الأسبق هورست كوهلر، من تحقيق النجاح في جهوده الحثيثة، والتي تميزت بالشروع في المفاوضات المباشرة بين الطرفين الصحراوي والمغربي"، يختم المصدر ذاته.