هاجم عبد الإله بنكيران، الأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة السابق، سعيد أمزازي، وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، بسبب مشروع قانون الإطار المتعلق بمنظومة التربية والتعليم والتكوين والبحث العلمي. وقال بنكيران، في خرجة إعلامية جديدة، إن الوزير أمزازي يخالف توجهات الملك محمد السادس بخصوص الرؤية الاستراتيجية للتعليم التي قدمها إليه العاهل المغربي عندما كان رئيسا للحكومة، معتبراً أن محاولة تمرير المسؤول الحكومي تدريس المواد العلمية باللغات الأجنبية "لف ودوران ومكر، وغير معقول وغير مقبول". وحكم رئيس الحكومة السابق على تدريس العلوم باللغات الأجنبية بالفشل، قائلا: "حتى لو افترضنا أن هادْشي دازْ لكن راه غيْفشلْ لأنه لا توجد إمكانيات"، مضيفا أنه في "سبعينات القرن الماضي عندما خرجت الأطر الفرنسية، كنا نشتكي من عدم وجود أساتذة مغاربة يتقنون الفرنسية، واليوم من أين سنحصل على أساتذة يدرسون موادا علمية بالفرنسية"، قبل أن يخاطب الوزير قائلاً: "راهْ حْنا معدْناشْ اللّي يْقرّي الفرنسية بالفرنسية". وبعد أن أكد بنكيران أن حزب العدالة والتنمية غير مستعد للتنازل على هوية المغاربة مهما كلفه الثمن، قال إن "الملك الراحل الحسن الثاني أقسم ألا يدخل أبناءه البعثات الفرنسية والحمد لله على لطف الله اللّي اليوم كنْلقاوْ ملك (محمد السادس) كيْتفاهْمْ معنا لأن عقْليتُو وتكْوينُو وْلُغْتو مغربية". من جهة ثانية، أوضح بنكيران أن جهات تحاول خلق لبس لدى عامة المغاربة بخصوص تعلم اللغات الأجنبية، قائلاً: "غير صحيح بتاتا أن الناس اللّي كيْرفْضو الفرنسية كلغة تدريس للمواد العلمية هُومَا ضد الفرنسية أو الإنجليزية". وأضاف: "لم يسبق لأحد في المغرب أن قال نحن ضد تدريس اللغات، وحزب العدالة والتنمية ليس ضد ذلك أيضا، وعندما كنت أمينا عاما ورئيسا للحكومة كنت أشجع على تدريس اللغتين الفرنسية والإنجليزية"، وتابع: "نحن من أنصار تدريس اللغة الفرنسية لأبنائنا، وعْمرْنا مَطالْبْنا تنقص حتى ساعة منها، وْحْنا مع إعطاء مكانة للإنجليزية وأيضا حتى للإسبانية". واعتبر رئيس الحكومة السابق أن الوزير أمزازي مسؤول على إحداث هذا اللبس اللغوي عند المواطنين، وقال: "الناس اللّي خدامين على هدْشي كيْمْشيوْ للالتباس ومع الأسف الوزير إما مَواعيشْ شْنو كيْديرْ أو حتى هو داخل فْهدْشي". وجدد بنكيران تأكيده وجود "لوبي" معروف يريد الفرنسية كلغة للتدريس، وذلك من أجل "فرض لغة موليير في حياتنا بعد التنازلات التي نقدمها لهم، ولكن هومَا مكيْتْنازْلوشْ عارفين بأن اللغة هي أداة للهيمنة، يحركون لوبياتهم لهذا الغرض". وخلص بنكيران إلى أن العربية لم تكن يوما ما سببا في تدهور التعليم بالمغرب، وأشار إلى أنه "في إسرائيل يدرسون المواد العلمية بالعبرية ولم يقل لهم أحد أن يغيروا لغة التدريس إلى الفرنسية"، مضيفا أن السبب الذي دفع المغاربة إلى تغيير لغة التدريس من الفرنسية إلى العربية في المواد العلمية كان هو عدم قدرة التلاميذ على التحصيل والفهم.