معركة مفتوحة الأمد تخوضها الأطر التمريضية ضد الوزير أنس الدكالي، بعدما استجاب صباح اليوم الثلاثاء عشرات الممرضين لنداء "حركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب"، التي نادت بإضراب عام في مختلف مستشفيات المملكة، باستثناء أقسام الإنعاش والمستعجلات، ووقفة تمركزت أمام وزارة الصحة بالعاصمة الرباط. الوقفة التي لمّت الممرضين منذ ساعات الصباح الأولى، نددت ب"سياسة التماطل في الاستجابة للملف المطلبي من خلال الحوارات الفارغة، واستمرار الاحتقان بسبب المتابعات الإدارية والقضائية بسبب الفراغ القانوني الذي يطبع مزاولة مهنة التمريض"، مشيرة إلى أن "حجم الأخطار المهنية في ارتفاع مستمر، حيث تم تسجيل حالتين مريضتين بفيروس أنفلونزا الخنازير، داخل المستشفى الجامعي بالرباط". ورفع المحتجون، الذين تجمعوا أمام الوزارة ومختلف المندوبيات الجهوية لوزارة الصحة، شعارات منتقدة لغياب أدنى تفاعل من أنس الدكالي، من قبيل: "استحالة استحالة.. القبول بالمهزلة"، و"هادي طبلية الممرض ميلبسها من ولا"، و"علاش جينا واحتجينا الإطار لي بغينا"، مناشدين الوزير "فتح مختلف قنوات الحوار دون تماطل ولا تسويف". وطالب المحتجون ب"إعادة النظر في التراتبية غير المفهومة التي وضعت بخصوص التعويض عن الأخطار المهنية؛ إذ تبلغ تعويضات الممرض 1400 درهم، في حين تصل تعويضات فئات أخرى إلى 5900 درهم، رغم أن الممرض هو الأكثر التصاقا بالأخطار المهنية"؛ فضلا عن "ضرورة مراجعة كل شروط الترقي المجحفة في حق الأطر التمريضية وتقنيي الصحة، عبر رفع الكوطا واعتماد أربع سنوات بدل ست كأقدمية لاجتياز امتحانات الكفاءة المهنية، أسوة بفئات أخرى في القطاع نفسه". وفي هذا الصدد، قال يونس جوهري، عضو المجلس الوطني لحركة الممرضين وتقنيي الصحة بالمغرب، إن "الأطر تخوض وقفة أمام مقر وزارة الصحة بالموازاة مع إضراب وطني، وهي رد على سياسة الآذان الصماء والحوارات الفارغة مع وزارة الصحة"، مشيرا إلى أن الخطوة تسجل "مشروعية الملف المطلبي ذي النقاط الست الواضحة والأساسية". وأضاف جوهري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "المهنة تتعرض لاختراق من طرف الدخلاء الذين يمسون بشرف ونبل التمريض، لافتا إلى أن "هناك متبعات إدارية وقضائية كثيرة ناتجة عن غياب قوانين منظمة، فالممرض لا يعرف أين تبدأ وأين تنتهي مهامه، وما مدى تداخلها مع الأطر الطبية الأخرى". وأردف المتحدث قائلا: "مؤخرا، تم تسجيل أمراض معدية في صفوف الممرضين؛ فعلى سبيل المثال، هناك ممرضين مصابين بمرض أنفلونزا الخنازير"، مشددا على أن "الحالتين سجلتا فقط في الرباط، ناهيك عن بروز أعراض الوباء في صفوف العديد من الممرضين في مناطق أخرى، في انتظار التأكد من الأمر".