تحتفل الشركة الأمريكية التي أسسها مارك زوكربيرغ بولاية كاليفورنيا بمرور 15 عاما على نشأتها، وبوجود أكثر من 25 ألف موظف، وبرأسمال يبلغ 541 مليار دولار ، الحديث هنا عن شركة (فيسبوك) التي دار ومازال يدور حولها وحول مؤسسها الكثير من الجدل. وبعد شهرين تقريبا من إطلاق شبكة التواصل الاجتماعي الأكبر في العالم، تحديدا في 4 فبراير2004، أجرت شبكة (CNBC) التلفزيونية الاقتصادية في الولاياتالمتحدة حوارا للمرة الأولى مع مؤسسها مارك زوكربيرغ. وعندما سأله مقدم البرنامج حينها هل يكون هذا التطبيق بمثابة القنبلة الجديدة، رد زوكربيرغ قائلا: "من المستحيل قول هذا. عندما أطلقنا هذا التطبيق، كننا نتوقع أن عدد المشتركين سيتراوح بين 400 أو500 على الأكثر. ولكننا نتحدث الآن عن أكثر من100 ألف مشترك. من يعرف ماذا سيحدث بعد ذلك؟" ووفقا لآخر الأرقام الرسمية التي نشرتها الشركة في شتنبر 2018، تمتلك الشبكة الاجتماعية 2 مليون و270 ألف مشترك حول العالم، يدخلون عليها شهريا. وعلى الرغم من المكانة الكبيرة التي أوجدتها الشبكة الاجتماعية الأم لنفسها على مدار ال15 عاما الأخيرة، إلا أن هذا لم يمنع وجود حالة من التشكك وعدم الثقة لدى البعض فيما يتعلق بقوانين خصوصية وحماية بيانات المستخدمين. بداية متعثرة: لم تكد تمر خمسة أيام على إطلاق فيسبوك من غرفته بجامعة هارفارد في بوسطن (الولاياتالمتحدة)، تحدث زوكربيرغ مع أحد محرري جريدة (هارفارد كريمسون) حول صفحة التواصل الاجتماعي: "أعتقد أنه من الغباء أن تتأخر الجامعة نحو عامين لتطبيق الأمر. يمكنني تنفيذه بشكل أفضل منهم. يمكنني تنفيذه خلال أسبوع". وفي تلك اللحظة تحديدا، كان موقع فيسبوك بمثابة البديل الرقمي لدليل طلاب هذه المؤسسة التعليمية،حيث كان يضم حينها نحو 900 مشترك، وكان عمر زوكربيرغ حينها 12 عاما. إلا أن بداية هذا العملاق لم تخلو من الجدل سواء حوله أو حول مؤسسه. فبعد أيام من إطلاق هذها لتصريحات، وجه الأخوان كاميرون وتايلور وينكلفوز، وديفيا ناريندرا، اتهامات لزوكربيرغ بسرقة الفكرة منهمت. وفي ذاك التوقيت، كانت هناك حالة من الشد والجذب والدعاوى القضائية هنا وهناك، والاجتماعات التي كانت بمثابة الإلهام لكتاب (بليونيرات بالصدفة) لبين مزريتش، وفيما بعد لفيلم (الشبكة الاجتماعية) لديفيد فينشر. وبعد أكثر من 6 سنوات على بداية الدعاوى القضائية، تم حسم ملكية زوكربيرغ لفيسبوك مقابل65 مليون دولار، ليبدأ في جني ثمار هذا الأمر سريعا بالزيادة في عدد المستخدمين في كل يوم ،فضلا عن عمليات تحميل وتبادل الصور والإعجابات،ليجعل من العالم وكأنه ساحة صغيرة يتواصلداخلها الجميع حول العالم. وكلما زاد عدد المستخدمين، زادت أرباح الشركةوأرباح مؤسسها الذي أصبح أحد الرجال الأكثر ثراء في العالم قبل أن يتم عامه ال30. 2018... عام الاتهامات والتحقيقات: كل هذا الثراء لا يعني أن الطريق كان مفروش ابالورود، حيث كان عام 2018 "عصيبا" بالنسبة لمؤسس فيسبوك. ففي العام الماضي، تم فتح العديد من الجبهات على الشركة، أبرزها كانت على صفحات جرائد (نيويورك تايمز) و(ذا جارديان) في مارس، بعد أن قامتشركة (كامبريدج أناليتيكا) التي تعمل على الجمع بين استخراج البيانات وتحليلها ثم الوصول لاستنتاجات عند العمليات الانتخابية بالتلاعب ببيانات أكثر من 50 مليون مستخدم للموقع في2014. 1. واستطاعت الشركة أن تدخل على قاعدة بيانات مخصصة للاستخدام الأكاديمي، ومزجتهاباستراتيجيات حملة أثناء ترشح الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، للرئاسة. وبعد فوز ترامب بالانتخابات، تم توجيه الاتهامات أيضا لفيسبوك بالمشاركة فيما يعرف ب"المؤامرةالروسية" والتأثير في الانتخابات من خلال نشر بعض الأخبار الكاذبة. هذا بالإضافة لما أشيع حول تورط الشركة في تسهيل حصول بعض العملاء الروس على معلوماتخاصة بالمستخدمين، بطرق مثل التي استخدمتها كامبريدج أناليتيكا. ووصلت كل هذه الاتهامات الخاصة بانتهاك قوانين الخصوصية وحماية المعلومات لأعلى سلطة سياسية في البلاد، وكان على زوكربيرغ أن يمثل لأكثر منخمس ساعات أمام الكونجرس الأمريكي للتحقيق معه. وقال مؤسس فيسبوك خلال التحقيقات "لقد كان خطأي، أعتذر عن هذا الأمر". وأضاف "هناك أشخاص في روسيا مهمتهم الرئيسية اختراق أنظمتنا، وأنظمة الإنترنت الأخرى. علينا أن نستثمر بصورة أكبر لتحسين هذها لجوانب". وكشف تحقيق آخر لجريدة "ذا نيويورك تايمز" قبل13 يوما من بداية العام الجاري عن مشاركة فيسبوك لبيانات المستخدمين مع أكثر من 150 من كبرىالشركات، بعد تأكيداته قبل ذلك بفترة على أنه أوقف هذا الأمر. ورغم كل هذه الاتهامات، إلا أن "الفيسبوك" يبقى منصة التواصل الاجتماعي الأكبر والأهم في العالم في الوقت الحالي.