شهدت الجلسة المخصصة لمحاكمة الأستاذ الجامعي المتهم بالتحرش بطالبة ماستر بكلية الحقوق بالمحمدية، والتي عقدت ظهر اليوم الإثنين بالمحكمة الابتدائية بالمدينة ذاتها، مواجهة ساخنة بين النقيب السابق للمحامين عبد اللطيف بوعشرين، والمحامي محمد الحسيني كروط، كادت تخرج عن سياقها. ففي وقت غاب الأستاذ الجامعي والطالبة المشتكية، إلى جانب المصرحين، بسبب امتحانات الماستر المبرمجة اليوم الإثنين، انتفض النقيب بوعشرين، دفاع المطالبة بالحق المدني، في وجه المحامي كروط، دفاع المتهم، رافضا استعماله ضمير المبني للمجهول، "دون احترام زملائه أعضاء هيئة الدفاع"، بحسبه. واعتبر النقيب بوعشرين أن ما صدر عن المحامي كروط فيه "مَس بالزملاء"، وزاد: "نحن لسنا نكرة. يجب الاحترام"، قبل أن يعتبر ما ورد في مرافعة المحامي المذكور "علما غير نافع"، ما جعل دفاع المتهم يخاطبه: "الاحترام هو ألا تغادر القاعة، وهذا العلم لن تفقهه أنت"، لترتفع حرارة القاعة بعدما خاطب أحد المحامين كروط: "يجب أن تحترم الزملاء..وبزز منك تحترم النقيب"، ليرد عليه: "نقيبك أنت وليس نقيبي، أنا من هيئة الرباط"، قبل أن يتدخل رئيس الجلسة من أجل تهدئة الأوضاع. ولَم يستسغ بوعشرين مرافعة كروط وهو يرفض الملتمس الذي تقدم به النقيب لإرجاء البت في الملف إلى حين بت محكمة الاستئناف في الطعن الذي تم التقدم به، إذ غادر القاعة معلنا أنه سينسحب من هذا الملف. ورفضت المحكمة الملتمس الذي تم التقدم به من طرف دفاع الطالبة المشتكية، والمتعلق بإرجاء البت في الملف، إذ قررت الاستمرار في المناقشة، قبل أن تؤخر الجلسة إلى غاية انتهاء الامتحانات الخاصة بطلبة الماستر في 11 فبراير المقبل. والتزم دفاع الطرفين، أمام الهيئة، بإحضار كل من المتهم والمصرحين والمشتكية، للجلسة المقبلة، من أجل مواصلة النظر في هذه القضية التي تزداد حرارتها يوما تلو آخر. وعرفت الجلسة نقاشا حادا حول مسألة الطعن الذي تم التقدم به من طرف دفاع المشتكية لدى محكمة الاستئناف بالدارالبيضاء، إذ أكد أنه "طالما هناك طعن يجب أن يتم إرجاء البت في الملف وانتظار ما سيؤول إليه في الاستئناف"، بيد أن دفاع الأستاذ الجامعي أكد أنه "ليس هناك أي نص يلزم المحكمة بإيقاف البت إلا في حالة التصريح بعدم الاختصاص". وأدلى دفاع الأستاذ الجامعي بمذكرة امتحانات الدورة الخريفية لمستوى الماستر، مؤكدا من خلالها أن موكله ملزم بمراقبة الامتحانات، بينما المصرحون يجتازون الاختبارات في هذه الفترة، بيد أن النقيب بوعشرين اعتبر أن الأستاذ "موقوف، وبالتالي فهو معفى من مهامه، لذا يجب عليه حضور الجلسة"، مضيفا: "كان عليه أن يحصل على شهادة تفيد بتخلفه الناتج عن طارئ الامتحانات". وكانت الجلسة الماضية شهدت غليانا كبيرا إثر تعرض بعض الطلبة، زملاء المشتكية، الذين كانوا سيدلون بشهادتهم لصالح الأستاذ المتهم، لاعتداء من طرف بعض الأشخاص، إذ نقل أحدهم إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الإقليمي مولاي عبد الله لتلقي العلاجات الضرورية، في وقت كان على رئيس الهيئة وممثل النيابة العامة حماية الطلبة الشهود. وتقدم مجموعة من الطلبة بشكاية، توصلت هسبريس بنسخة منها، ضد الطالبة المشتكية، وزوجها، إلى جانب رئيس جمعية، فتحت في حقه مذكرة بحث، بتهمة الاعتداء والسب والقذف داخل القاعة. واستمعت الشرطة القضائية بمدينة المحمدية إلى بعض الطلبة، وضمنهم الطالب الذي تم نقله إلى مستعجلات مستشفى مولاي عبد الله. وتفجرت هذه القضية في يوليوز الماضي، إذ تقدمت الطالبة الجامعية، عن طريق نقيب المحامين السابق بهيئة الدارالبيضاء محمد حيسي، بشكاية إلى وكيل الملك بابتدائية المحمدية، تسرد من خلالها تعرضها للتحرش من طرف الأستاذ الجامعي.