حلّ المئات من أطر التفتيش العاملين بمختلف أكاديميات التربية والتكوين، الاثنتي عشرة بالمملكة، الأحد، أمام مقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بدرعة تافيلالت الواقع بمدينة الرشيدية، تجسيدا للبرنامج المعلن عنه في وقت سابق، للاحتجاج على ما سموه "الشطط في استعمال السلطة" من طرف إدارة الأكاديمية ذاتها. وشارك في الوقفة الاحتجاجية "الوطنية" لأطر التفتيش جميع الإطارات النقابية ذات الارتباط بالتعليم، من قبيل: "نقابة مفتشي التعليم "المكتب الوطني" وجميع "المكاتب المحلية والجهوية"، وجمعية مديري ومديرات التعليم، وأساتذة الزنزانة 9، وتنسيقية الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، والنقابات الأخرى الأكثر تمثيلية. الوقفة، التي حظيت بدعم الإطارات النقابية المحلية والجهوية والوطنية المذكورة سلفا، أكدت استمرار أطر التفتيش في نضالاتهم مع تلويحهم بالتصعيد حتى تحقيق جميع المطالب؛ وعلى رأسها التدبير الأحادي لإدارة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بدرعة تافيلالت للملفات الخاصة بأطر التفتيش، والتوقف عن ممارسة عليهم "الشطط في استعمال السلطة". وحمّل المفتشون والأطر المشاركة في الوقفة ذاتها "الأكاديمية الجهوية بدرعة تافيلالت مسؤولية ما ستؤول إليه الأوضاع في حال استمرار في تجاهل مطالب أطر التفتيش، وما سيترتب عن ذلك من تبعات وانعكاسات على القطاع"، رافعين شعارات في هذا الصدد من قبيل: "هذا تدبير استبدادي ماشي تدبير قيادي"، و"لا سلام لا استسلام.. كرامة المفتش خط أحمر"، و"القانون في خطر.. يا مدير عيب وعار"، و"علاش جينا واحتاجينا... الكرامة اللي بغينا". وفي هذا السياق، قال عبد الكريم حراتي، الكاتب الوطني لنقابة مفتشي التعليم بالمغرب، إن "الحشد الغفير الذي شارك في وقفة الرشيدية جاء من أجل المطالبة الوزارة المعنية بضرورة فتح تحقيق في ما تعانيه فئة المفتشين "من الشطط في استعمال السلطة" من طرف إدارة الأكاديمية الجهوية بدرعة تافيلالت". وأضاف حراتي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن هذه الوقفة، التي شارك فيها عدد من الإطارات التربوية بمختلف ربوع المملكة، تجسد البرنامج النضالي المسطر في هذا الإطار، والرامي إلى الاحتجاج على الردة الحقوقية والشطط الإداري الذي بصمت عليه إدارة أكاديمية درعة تافيلالت، من أجل الترهيب والتضييق على أطر التفتيش، ومن خلالهم على جميع نساء ورجال التعليم، والتي أجهضت فعلا من خلالها عقودا من البناء في المجال المهني والحقوقي بتوجيهها إنذارات بوجوب العودة إلى مقر العمل ل92 مفتشا، وفق تعبيره. ولفت النقابي ذاته إلى أن النقابة الوطنية للمفتشين، إلى جانب جميع النقابات والجمعيات والتنسيقيات المرتبطة بقطاع التعليم، أعلنوا جميعا في وقت سابق من خلال بلاغات ومن خلال هذه الوقفة مساندتهم للمفتشين المتهمين "زورا وبهتانا" بمغادرة مقرات العمل، معتبرا وقفة هيئة التفتيش اليوم بالرشيدية ب"وقفة الكرامة والعزة"، وفق تعبيره. من جانبه، قال علي براد، مدير أكاديمية درعة تافيلالت للتربية والتكوين، في تصريح مقتضب لهسبريس، حول وقفة نقابة أطر التفتيش وباقي التنسيقيات والنقابات الأخرى، أمام مقر إدارة الأكاديمية، إن الوقفة الاحتجاجية ليست للمفتشين فقط، فهي مكونة من مجموعة من التنسيقيات وموظفي الأكاديمية (المتعاقدين) والذين يقولون إنهم متضررون من الحركة الانتقالية 2017 وغير الملتحقات بالأزواج، مشددا على أن عدد المشاركين في الوقفة لم يتجاوز 25 شخصا على أبعد تقدير. وزاد المتحدث قائلا: "الوقفة الاحتجاجية وكل الأشكال النضالية المختارة والتي يتفننون فيها لن تثنيني عن تطبيق القانون في حق المتهاونين في أداء مهامهم، فبعد مقاطعة المفتشين للمباراة الوطنية لموظفي الأكاديمية لمهمة التصحيح والتي كانوا هم من يقومون بهذه العملية منذ سنوات، اضطرت الأكاديمية لإنذارهم بالعودة إلى مقرات عملهم، حيث إن التكليف يؤجل جميع العمليات المقررة قبله من طرفهم إلى غاية الانتهاء من مهمة التكليف. وبهذا سيطبق في حقهم الاقتطاع من يوم الإنذار إلى غاية الاستئناف"، يضيف المتحدث.