1-حدُّ الهوية الثقافية للحركة: الهوية الثقافية لحركة قادمون وقادرون-مغرب المستقبل-معمار معرفي عقلاني متكامل، ألوان طوابقه الفكرية قُزَحِيَّةٌ، تزدوج فيها قيم المواطنة بالثقافة الحقوقية الكونية المنتصرة لحق الإنسان في التثقيف والتعليم والتعبير أنى كان، وفي كل مكان، بغض النظر عن عرقه، أو جنسه، أو لغته، أو مذهبه، أو دينه. فهي هوية ثقافية مواطنة، تعددية، موسعة، موصولة بالخلق والإبداع والتجديد والحداثة والدمقرطة، منفصلة عن كل الفكرانيات/ الإيديولوجيات الهدَّامة، وما يتفرع عنها، من جهالات فكرية عدمية وخطابات رجعية تقليدانية، ومذهبيات دينية مسيسة عنيفة، ومقولات نكوصية ملغومة، وعصبيات قبلية مأزومة، وقيم ماضوية ميتة، وهويات صماء منغلقة على ذاتها. 2-خصائص الهوية الثقافية للحركة: كما تأسست حركة قادمون وقادرون–مغرب المستقبل-على أهداف ثلاثة هي: الحق في الثروة الوطنية، والعدالة المجالية، والبنيات الأساسية، فقد راعت في صياغة هويتها الثقافية الخصائص الثلاث الآتية: الخاصية التعددية: التي تجعلها منفتحة على كل الأشكال والتعبيرات الثقافية، محليا وإقليميا ووطنيا ودوليا، وفق استراتيجيات تكاملية خاصة يزدوج فيها النقد الباني بالحوار التناظري الذي قوامه الحفر في القواسم المشتركة، وتقليص شقة الخلاف بين مكونات المجتمع الواحد، وطرائق مخصوصة في عرض المنتوج الثقافي المجتمعي المغربي ونقده وتحديثه ونشره بغية الوصول إلى مجتمع المعرفة المنشود الذي تنصهر في بوثقته جميع التعبيرات المغربية، ثقافيا وفكريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا، في تَمَاهٍ تام مع خصائص الهوية المغربية وإرثها الحضاري، وقيم الحداثة وثقافة حقوق الإنسان وأفقها الكوني الُمعْلِي من قيمة الإنسان والضامن لحريته في الخلق والابتكار والإبداع والنبوغ والتميز والمغايرة. الخاصية التوسعية: بموجبها تندرج الهوية الثقافية لحركة قادمون وقادرون ضمن الهويات الثقافية الموسعة، التي يزدوج فيها الاعتراف بخصوصيات الثقافات المحلية بالإفادة من العقلانيات الكونية النافعة الساعية إلى تغيير واقع الإنسان وتحديث ثقافته، بخلق ثقافة حداثية تترى بالقيم السامية البانية لحاضره، والمستشرفة لمستقبله، والعابرة للأحزاب والنقابات والجمعيات والمنظمات المدنية والمؤسسات البحثية والجغرافيات الثقافية، غير منغلقة على نفسها "أنصارها" أو متسلطة تعلي من شأن فئة "ثقافة-عرق –لغة –عقيدة"، وتقصي الفئة الأخرى، أو مستغنية بنفسها عن الأغيار "أعراق- لغات – ثقافات". الخاصية الجمالية: مقتضى الخاصية الجمالية للهوية الثقافية لحركة قادمون وقادرون-مغرب المستقبل-الاعتراف بمكانة التربية الجمالية في الحياة الإنسانية، والعمل على وضع خطة تربوية شعبية دقيقة وشاملة لتثقيف الشعب وتنويره، وتوفير تكوين متين في الجماليات لكافة المغاربة، في الموسيقى، والشعر، والرواية، والمسرح، والقصة، والنحت والتشكيل، والسينما، والزجل، والتعبيرات المغربية المحلية الشفهية والمكتوبة، باعتبارها المقومات المعنوية التي بوجودها تصلح حياة الإنسان، وبها يتسع أفقه الكوني، وتتربى لديه ملكة الجمال والنزوع نحو الخير، وبفقدانها تفسد إنسانيته، وتخبث شخصيته، وتتولد لديه الميولات السلبية نحو الشر والتطرف والعدمية ومعاداة الجمال وإرهاب أهله. 3- مقصديات الهوية الثقافية للحركة: تروم حركة قادمون وقادرون، من خلال هويتها الثقافية ومثقفيها، تحقيق مقصديتين كبيرتين تتفرع عنهما مقاصد فرعية: المقصدية الأولى: عقلنة الثقافة، وفصلها عن كل أشكال التوظيف السلبي لها، وأدلجتها، فهي تنأى بالثقافة المغربية على أن تصير سوقا للمعايرة والتصادم العرقي، واللغوي، والتوظيف السياسي والديني المتسيب، المقيد للنبوغ المغربي والمدمر للعيش المشترك، والهوية المغربية الحق التي تنصهر فيها أعراق ولغات وثقافات امتزجت منذ قرون خلت، امتزاج الروح بالجسد. المقصدية الثانية: تجاوز الهويات الثقافية الصماء، من خلال انتصارها لشرط الحرية في مختلف مجالات الحياة، فتواجه التقليد بالدعوة إلى الإبداع والتجديد، والتبعية بالدعوة إلى التحرر والانعتاق، والجهل وتقديس الخرافات بسلاح العلم وإعمال العقل، واقتصاد الريع باقتصاد المعرفة، والصدام بالحوار، والتسلط بالرهافة، ودعاوى الحرب، بقيم التسامح والحب، والفوضى بالنظام. إجمال: استنادا إلى ما سبق، فإن الهوية الثقافية لحركة قادمون وقادرون-مغرب المستقبل-هوية كل المغاربة الأحرار المؤمنين بوطن يسع الجميع قوامه العدالة المجالية والحرية والمساواة في مختلف مناشط الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، فهي وجه من أوجه مغرب المستقبل الذي ننشده جميعا. لنواصل بهدوء....نعم نستطيع