شنّت السلطات المحلية بعمالة أنفا بالدارالبيضاء، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، حملة واسعة لتحرير الملك العمومي على مستوى درب عمر القلب النابض للعاصمة الاقتصادية. وشرعت السلطات المحلية في تحرير الشارع الرئيسي بدرب عمر، حيث عملت على تكسير عدد من العربات المجرورة التي يستعملها الباعة بهذا المكان، إلى جانب تكسير عدد من المعدات الخاصة بهم. وعبّر عددٌ من الباعة بدرب عمر عن غضبهم وتذمرهم من هذا السلوك الذي قامت به السلطات المحلية، خاصة أنها لم تتمكن إلى حد الساعة من توفير مكان خاص بهم لنقلهم إليه، حسب تعبيرهم. وطالب الباعة، الذين حضروا عملية تحرير الملك العمومي والإجهاز على عرباتهم التي يستعملونها، السلطات المحلية لعمالة أنفا بإيجاد بديل لهم؛ على غرار ما تم على مستوى عمالة سيدي البرنوصي، التي أنجزت أسواقا نموذجية للباعة المتجولين وأصحاب "الفراشة". وقال يونس، وهو من التجار في درب عمر، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية: "لقد سبق للسلطات تقديم وعود من أجل الاستفادة، لكن شيئا لم يتحقق"، مضيفا: "منذ سنوات ونحن نشتغل هنا، ولقمة عيشنا هنا، ولا مكان لنا غير هذا". وتأتي هذه المداهمة الليلية من سلطات ملحقة درب عمر في إطار الدورية التي كان عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، قد وجّهها إلى ولاة وعمال الأقاليم، التي تنص على ضرورة تحرير الملك العمومي واسترجاع الشوارع من العربات المجرورة والفراشة. ويطالب سكان العاصمة الاقتصادية السلطات الولائية، على رأسها الوالي عبد الكبير زاهود، بتعميم حملات تحرير الشوارع والأزقة من الباعة الجائلين، والذين يسهمون في عرقلة حركة السير إلى جانب تحويل بعض الأحياء إلى مزبلة كبيرة. وقد أعلنت شركة التنمية المحلية "الدارالبيضاء للتهيئة"، في وقت سابق، عن قرب تنقيل سوق درب عمر من مكانه الحالي، بعد أن اختيرت عمالة مديونة كفضاء لاستقبال هذا السوق؛ بالنظر إلى ما يسفر عنه من اكتظاظ بالعاصمة الاقتصادية، بسبب وجود العديد من الشاحنات المتخصصة في نقل السلع والبضائع إلى مختلف ربوع المملكة.