بعدَ نجاحِ الورش الفرنسي التكويني الأوّل الذي استفادَ منهُ زهاءَ 42 تلميذا مغربيا يُمثِّلُونَ ثلاثة مرافق لدُورِ الشباب، تعتزمُ وزارة الشباب والرياضة توسيع نطاق المستفيدين من هذا البرنامج؛ وذلكَ بتوقيعها لاتفاقية شراكة جديدة مع السفارة الفرنسية بالعاصمة الرباط، ترومُ "دمجَ التلاميذ المغاربة من مختلف المؤسسات في الفضاء الفرنكفوني الواسع". وترأّسَ حفلُ توقيع الشراكة الجديدة كلٌّ من وزير الشباب والرياضة، رشيد الطالبي العلمي، وسفير الجمهورية الفرنسية المعتمد لدى المملكة المغربية، جون فرانسوا جيرو، وممثلون عن المعهد الفرنسي في الرباط، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين الحكوميين المغاربة والفرنسين، الذين التأموا اليوم للاحتفاء بالتلاميذ خريجي البرنامج الأول لهذا الورش التكويني الذي يهدفُ إلى إغناء ثقافتهم وقدراتهم التعليمية. رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، قال في كلمة افتتاحية له إنَّ "هذه الشراكة الجديدة تأتي عندَ أعقابِ نهاية الدورة التدريبية الأولى التي استغرقت 100 ساعة، والتي أقامتها وزارة الشباب والرياضة والسفارة الفرنسية والمعهد الفرنسي للرباط، بهدفِ تعزيز مهارات التلاميذ وتحسين مستواهم في اللغة الفرنسية"، معتبرا أن "هذا التوقيع يعكسُ قوة الشراكة التي تجمع باريسوالرباط". وأضاف المسؤول الحكومي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الاتفاقية الجديدة جزء من مسار توطيد علاقات التعاون بين المملكة المغربية والجمهورية الفرنسية"، مبرزا أن "الدورة الأولى همّت 42 تلميذا حصلوا على ديبلومات وشواهد بعد تفوقهم في الامتحانات النهائية". وخاطب العلمي التلاميذ الحاضرين قائلا: "أنا أيضاً تعلمتُ الفرنسية وأنا صغير، لأن أساتذتي في التاريخ والجغرافيا والأدب كلّهم كانوا يستعملون الفرنسية في عملية التواصل والتلقين"، مضيفا أن لغة موليير ساهمت في انفتاحه على العالم وأصبح بفضلها منفتحاً ومتعلماً. وأشارَ الوزير المعني بقطاع الشباب والرياضة إلى أن "البرنامج سيشملُ كل ربوع المملكة حتى يستفيد أكبر عدد ممكن من التلاميذ؛ إذ من المرتقبِ أن يهمَّ أزيد من 613 دارا للشباب"، مبرزاً أن "الشراكة تأتي في سياق التفاعل مع توجيهات الملك محمد السادس الذي دعا إلى الاهتمام باللغات الأجنبية". من جانبهِ، قال سفير فرنسا في الرباط، جون فرانسوا جيرو، في تصريح لجريدة هسبريس، إنَّ "هذه الشراكة الجديدة هي مُكملة لأشغال الدورة 13 للاجتماع رفيع المستوى الذي عُقدَ بين المغرب وفرنسا في نونبر2017، والذي انبثقت عنه اتفاقيتان للشراكة؛ الأولى في مجال الرياضة مع لورا فليسيل، وزيرة الرياضة الفرنسية، والثانية في مجال الشباب مع جون ميشيل بلونكر، وزير التربية الوطنية الفرنسي". وأضاف السفير الفرنسي أن "الاتفاقية الموقعة تهدفُ إلى تقوية وتعزيز وتنويع سبل التعاون من أجل دعم المجهودات المبذولة بالبلدين؛ إذ ستسمحُ للتلاميذ المغاربة بتحسين مستواهم في اللغة الفرنسية، والتعرف أكثر على الفضاء الفرنكفوني الذي هوَ فضاء واسع في أوروبا وإفريقيا". وزاد: "هذا البرنامج سيسهمُ أيضاً في ترسيخ ثقافة وقيم جديدة، وسيخول لهم الانغماسَ في فضاء اقتصادي واسع يسمح لهم فيما بعد بالولوج إلى مناصب شغل بكل سهولة". وبالموازاة مع حفل التوقيع، جرى توزيع الشواهد التعليمية على 42 تلميذاً يمثلون دور الشباب "القبيبات" و"المشور" و"الأمل"، وهي شهادات تدريس الفرنسية كلغة أجنبية "ديلف أولي" و"ديلف". ويهدف البرنامج البيداغوجي الفرنسي إلى مواصلة وتوسيع هذه "الأنشطة التعليمية في جميع أنحاء المملكة وتعزيز تعاونها في مجال الإشراف والتدريب للشباب، تماشياً مع الاتفاقية الموقعة في 16 نونبر 2017 بين وزارة التربية والتعليم الفرنسية ووزارة الشباب والرياضة المغربية".