أوقفت عناصر الشرطة الإسبانية مهاجرا مغربيا يقيم ببلدية ساغوندو التابعة لمحافظة فالينسيا الشمالية، بعدما كشفت تقارير استخباراتية أنه ينتمي إلى "خلية إرهابية تعمل على تلقين الفكر المتطرف وتمجد الأفعال الإجرامية للتنظيمات العدائية ببؤر الصراع، خاصة بسوريا والعراق". وقالت وزارة الداخلية الإسبانية إن الموقوف، البالغ من العمر 46 عاما، تاجر مخدرات معروف بالمنطقة، مشيرة إلى أنه اتخذ، في الآونة الأخيرة، التطرف شكلا دينيا وكرس حياته اليومية للامتثال أكثر لمبادئ التيار السلفي الراديكالي والترويج له من خلال نشر محتويات عنيفة على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك". وأضاف المصدر الرسمي ذاته أن المشتبه به متأثر بخطابات الداعية الهندي ذاكر نايك، المعروف بأيديولوجيته الوهابية، مبرزا في السياق نفسه أنه يخصص جل أوقاته في ممارسته أنشطة دعائية عبر الإنترنيت، من خلال نشر صور وأشرطة فيديو تؤيد أعمال العنف المرتكبة في مناطق النزاع. وأودت صحيفة "إلباييس" أن المتهم المغربي يعبر بطريقة علنية على تبنيه للفكر الجهادي المتطرف، لا سيما أنه أظهر نيته بالاستشهاد والقتال إلى جانب عناصر التنظيم الإرهابي "داعش"، موضحة أنه يقوم بمهام التجنيد واستمالة متعاطفين جدد بغرض إرسالهم إلى مناطق الحرب. "الشخص المعتقل يشيد من خلال نشاطه الافتراضي بالجهاد العنيف وأعلن ولاءه لتنظيم أبو بكر البغدادي الإرهابي"، يقول المنبر الإعلامي الإسباني، الذي أكد أيضا أن الموقوف مقتنع تماما بما يقوم به، خاصة أن منشوراته تحظى بإعجاب متتبعيه البالغ عددهم الألف في غضون بضعة أشهر. وزادت الصحيفة أن المعني بأمر الاعتقال يتواصل بشكل مستمر مع أحد الأعضاء الناشطين بجبهة النصرة، كما أنه عبر عن رغبته الراسخة في السفر إلى سوريا بغية القتال والجهاد، مبرزة أنه يواجه مشاكل اقتصادية أحالت دون سفره؛ الأمر الذي دفعه إلى تكثيف نشاطه في الاتجار بالمخدرات بهدف جمع الأموال. وأوضحت وزارة فرناندو غراندي مارلاسكا أن الموقوف يواجه تهما تتعلق ب"الانتماء إلى خلية إرهابية وممارسة أنشطة دعائية وتزعم شبكة لترويج المخدرات وتهديد الأمن القومي الإسباني"، موردة أن عشيقته تساعده في أنشطته التجارية غير المشروعة بمنطقة "راكو دي لوركا"، بعدما توفي زوجها في عملية تصفية حسابات.