كثيرا ما يتم الحديث عن الأشخاص الحاملين لفيروس المناعة المكتسبة (الإيدز) وعن علاجهم، إلا أنه قلما يتم الحديث عن دمجهم في المجتمع وتقبلهم. في المقابل يرى عدد من المختصين أن تقبل هذه الفئة من طرف المجتمع سيكون عاملا مساعدا على القضاء على الفيروس، بينما يساهم التمييز في حقها في خلق مشاكل أكبر. وفي هذا الإطار يقول مولاي أحمد الدريدي، المنسق الوطني لجمعية محاربة السيدا، إن "وصم وتمييز الأشخاص الحاملين للفيروس من قبل المجتمع أخطر بكثير من الفيروس، سواء على المجتمع أو الأشخاص". وأوضح الدريدي، في تصريح لهسبريس، أن تمييز الأشخاص المصابين بالسيدا من قبل المجتمع يقف عائقا أمام القضاء على المرض". وأضاف: "من أجل إنهاء السيدا بحلول 2030 هناك ما هو ممكن علميا بتوفر الوسائل اللازمة من أدوية، وأيضا وسائل الوقاية، إلا أن ما يحتاج عملا كبيرا هو محاربة الوصم والتمييز الذي يطال الأشخاص حاملي الفيروس والأشخاص الأكثر عرضة، وهو ما يؤدي بشكل سلبي إلى عدم ولوجهم إلى منظومة العلاج والوقاية، ما يعيق الجهود المبذولة لمحاربة السيدا". وتضع الأممالمتحدة عددا من الشروط من أجل محاربة الفيروس والقضاء عليه، موصية بضرورة معرفة الإصابة بعدوى فيروس نقص المناعة البشرية من خلال الفحص والحصول على خدمات الوقاية والعلاج والرعاية الخاصة بالفيروس، كما تحث واضعي السياسات على تعزيز خطة شعارها "الصحة للجميع" في ما يخص هذا الفيروس. يذكر أن عدد المصابين بالفيروس يصل إلى عشرين ألف متعايش بالمغرب، ثلاثون بالمائة منهم ليسوا على دراية بكونهم مصابين بداء فقدان المناعة المكتسبة، ويتوفى كل سنة حوالي مليون شخص عبر العالم نتيجة عدم علمهم بإصابتهم بالفيروس، أو لكونهم بدؤوا العلاج منه بعد فوات الأوان.