قال مراد القادري، رئيس بيت الشعر بالمغرب، إن الشاعر الراحل محمود درويش صديق عميق للشعرية المغربية، مضيفا أنه رغم وفاته منذ عقد من الزمن إلا أنه "مازال حيّا كما كان وهو على قيد الشعر". ورأى القادري في ندوة نظمت بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط التابعة لجامعة محمد الخامس أن محمود درويش شاعر الإنسانية والانتساب إلى الأرض والأم والحلم، وزاد أنه وهب للشعر جوارحه حتى نستحق العيش على هذه الأرض. ورأى رئيس بيت الشعر في الاحتفاء بالذكرى العاشرة لرحيل الشاعر الفلسطيني "استعادة لصوت الشعر الذي مثله درويش حيّا وميتا، والذي تفاعل مع الشعرية المغربية التي تمثّلت عمقه"، مذكّرا بحضور درويش بالمغرب واستمرار تتبّع خَطْوِهِ الشعري، واسترجاع ذكراه؛ "لكونه جزءا حيا من وجداننا نلتقي لنقرأ ذواتنا من خلاله". من جهته أثنى عبد الإله عفيفي، الكاتب العام لوزارة الثقافة والاتصال -قطاع الثقافة، على إحياء الذكرى العاشرة لرحيل الشاعر محمود درويش "الذي رفع فلسطين الأرض والذاكرة والروح إلى قضية إنسانية"، مضيفا في كلمة ألقاها نيابة عن محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، أنه رغم الرحيل المفجع والمؤلم لمحمود درويش، فإن فعاليته مستمرة من خلال أعماله الراقية وسط كل التشعبات السياسية التي لازالت تعيشها أرض فلسطين الغالية. وأكّد الكاتب العام لوزارة الثقافة والاتصال على المحبّة الرفيعة المتبادلة بين محمود درويش والمغرب الثقافي بكل أطيافه ومكوناته، مذكّرا بأمسيات قراءته الحاشدة على الدوام، والحضور الذي كانت تعرفه من طرف كل الأوساط الثقافية والطلابية والسياسية. بدوره أكّد محمد الداهي، الأكاديمي المغربي، دور الاحتفاء بعَشْرِية محمود درويش في استعادة صوت الشعر ليبقى حاضرا ومتألقا بالمغرب، مسترجعا ذكرى امتلاء قاعات العاصمة الرباط قبل حضور درويش بساعة أو ساعتين، واستجابة كلية الآداب والعلوم الإنسانية لنداء برلين باستقبالها محمود درويش سنة 2003، وتنظيم طلبتها معرضا للأطروحات الجامعية التي تجاوز عددها الثلاثين حول تجربته الشعرية. وسلّط الداهي الضوء على دور محمود درويش في الرقيّ بالجرح الفلسطيني إلى المستوى الإنساني والكوني، وعلى مسيرته النضالية التي عرّفت بالقضية الفلسطينية وحوّلتها إلى قضية عالمية، مذكّرا بإنتاجه الأدبي الذي تجاوز 30 ديوانا، وترؤسه اتحاد الكتاب والصحافيين الفلسطينيين، وإدارته مجلّات ثقافية من قبيل الكرمل وشؤون فلسطينية، قبل أن يجمل قائلا إن درويش "سيبقى خالدا كباقي الشعراء الذين بصموا الثقافة العالمية". وعبّرت أمينة القيراط، نائبة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس، عن سعادة الكلية بتنظيم اللقاء فيها، مسترجعة ذكراها منذ بداية شبابها مع شعرِ "شاعر الحب، والشاعر الملتزم الذي دافع عن قضية نحملها في قلوبنا ويحملها الشعب المغربي". وعبّرت القيراط عن ثقتها في خلود اسم محمود درويش، نظرا لطبيعة شعره الملتزم، واستمرار القضية، مضيفة أنه رغم رحيل الشاعر الفلسطيني فإنه مازال حاضرا بشعره. ووصف محمد السيدي، رئيس شعبة اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة محمد الخامس، محمود درويش ب"شاعر فلسطين وشاعر الأُمَّة العربية والإنسانية"، وزاد مبيّنا أنه كان وطنيا مخلصا لقضيته، ومدافعا عنها، وثوريّا وإنسانيا في الآن ذاته، وأنه "شاعر رمز للإنسانية والقضية العربية والفلسطينية في شبابه وكهولَتِه". وعرفت ندوة "محمود درويش التجربة الشعرية وآفاقها الجمالية" قراءة قاعة ابن خلدون بكلية الآداب والعلوم الإنسانية الفاتحة على روح أحد أعمدتها، الراحل محمد بنشريفة، المتخصّص في الأدب الأندلسي.