بإجماع كلّ المُنتخبين الأفارقة المشاركين في القمة الثامنة للمدن والحكومات المحلية المتحدة بمراكش، تمَّ انتخاب روز كريستيان أوسوكا رابوندا، عمدة مدينة ليبروفيل الغابونية، رئيسةً لمنظمة الحكومات والمدن المتحدة الإفريقية، بينما تمَّ انتخاب محمد بودرا، رئيس الجمعية المغربية لرؤساء مجالس الجماعات، نائباً لها. انتخابُ الغابونية روزا رابوندا على رأس المنظمة الإفريقية، التي يوجدُ مقرّها بالرباط، تم بعد تنظيم انتخابات داخلية على هامش أشغال القمة، حيث سمح لجميع الراغبين في الترشح بوضع ترشيحاتهم من أجل خلافة الأمين العام للمنظمة، جون بيير إليونغ مباسي، الذي شغل هذا المنصب لولايتين متتاليتين. وقد تمكّنت الاقتصادية الغابونية من حسم سباق الرئاسة لصالحها، محققة إجماع المشاركين في عملية الاقتراع. وهذه هي المرة الأولى التي يتمُّ فيها انتخاب امرأة على رأس المنظمة الإفريقية. واعتبر عدد من المشاركين في القمة بأن هذا "الانتخاب يمثل رسالة قوية لجميع الجماعات المحلية على الصعيد الإفريقي من أجل تعزيز دور المرأة في الأجهزة المقررة". ويمثل المكتب التنفيذي لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة الإفريقية الهيئة المكلفة بالإدارة السياسية للمنظمة، ويضم 16 عضوا، 15 منهم يمثلون 5 مناطق بالقارة (3 أعضاء لكل منطقة)، تنضاف إليهم رئيسة شبكة النساء المنتخبات المحليات بإفريقيا. وتعتبرُ روز كريستيان رابوندا سياسية من الغابون ورئيسة بلدية العاصمة ليبروفيل، وهي تنحدر من منطقة تولون بالعاصمة الغابونية. تخرَّجت من معهد الاقتصاد والمالية بالغابون، وأصبحت خبيرة في المالية العمومية، ومن الاقتصاد انتقلت إلى السياسة. وقبل أن تصبح رئيسة بلدية ليبروفيل، شغلت روز منصب المدير العام للاقتصاد ونائب المدير العام لبنك الإسكان في الغابون، وفي سنة 2012 انضمت إلى الحكومة الغابونية كتقنوقراطية. وفي الانتخابات البلدية لعام 2014 رشّحها الحزب الديمقراطي الغابوني الحاكم، وبعد فوزها تم ترشيحها لرئاسة بلدية العاصمة، لتصبح في 7 فبراير 2014 رئيسة بلدية العاصمة الغابونية. وعندما تولت روز رئاسة بلدية عاصمة بلدها، وهي في السن الخمسين من عمرها، كانت أول امرأة تتولى رئاسة البلدية في بلدها منذ استقلال الغابون عام 1965. وعلى رأس بلدية ليبروفيل تدير روز 3000 موظف، وتدبير ميزانية كبيرة تبلغ 19 مليار فرنك إفريقي، 70 بالمائة منها تصرف على رواتب الموظفين. ومنذ توليها رئاسة بلدية عاصمة بلدها استعادت روز كل خبرتها التقنية في تدبير الميزانيات العامة، وكل تجاربها كتقنية متخصصة في الميزانية لتدبير شؤون أكبر بلدية في الغابون، مع ما يفرضه ذلك من مواجهة مع نقابات عالمية قوية، وما يتطلبه من سهر دائم على تقديم الخدمات العامة لسكان العاصمة. وفي تصريح لجريدة هسبريس الالكترونية، أكدّت الرئيسة الجديدة لمنظمة المدن والحكومات المتحدة الإفريقية أنها ستعملُ "على إعطاء دينامية جديدة لسياسة اللاتمركز ودعمها لتشمل كلّ الحكومات الإفريقية، حيث يتعين أن لا يتم تفعيلها فقط، بل يتوجب إحياؤها قبل كل شيء". واعترفت روز كريستيان رابوندا بأن "هناك تفاوتات كبيرة داخل القارة التي تمثل مستقبل العالم، ولذلك فإن رهان منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة هو الدفاع والتوعية والتعبئة من أجل إفريقيا جديدة وقوية"، مضيفة أن "المنظمة ستعمل على تعزيز الشراكة الدولية بهدف مواكبة التحولات والتنمية المستدامة للمدن والمجالات الترابية الإفريقية".