لبيببوكرين ابن المعتقل محمدبوكرين (الصورة): نطالب باعتذار الدولة ولن نتوسل منها العفو "" - أعلنت عائلة بوكرين أنها تعتزم مقاضاة الدولة المغربية أمام المحاكم الدولية، ألا وضحت لنا حيثيات الموضوع، وما نوع الهيئات الدولية التي رفعتم إليها تظلمكم؟ نعم،لقد أعلنا في نهاية بلاغنا الصحفي أننا نحتفظ لأنفسنا بحق مقاضاة الدولة المغربية في المحافل والمحاكم الدولية في حال عدم تلبية مطالبنا الخاصة التي تبتدئ أساسا بإطلاق سراح والدنا ومعالجته وإلغاء الأحكام الجائرة التي صدرت في حقه منذ 1960 ،وتوفير ضمانات من اجل عدم تكرار ماساتنا وإرجاع المحجوزات من الصور والكتب والوثائق التي هي جزء منا ومن ماضينا وذاكرتنا ......الخ.وقد رفع والدنا ووالدتنا من قبل تظلمات إلى المنظمات الحقوقية الدولية ومنظمة العفو الدولية ولجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة في مواضيع مختلفة، أولها المطالبة بكشف مصير الوالد سنة 76 التي عجلت بإطلاق سراحه وآخرها تقرير محمد بوكرين لمنظمة العفو الدولية سنة 99 الذي شرح بتفصيل وضعيته الخاصة ووضعية أسرته، وكشف بعض الحقائق من تاريخ المغرب وكذا بعض المعتقلات السرية التي تم الاعتراف بها فيما بعد .لكننا لازلنا ندرس إمكانية اللجوء إلى المحاكم الدولية وعلى رأسها محكمة العدل الدولية التي يتعذر الوصول إليها حاليا. - طالبتم بتسوية الأوضاع المادية لمحمد بوكرين، هل هذا يعني أنه لم يتوصل بتعويض مادي رغم أن رئيس المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان أحمد حرزني صرح غير ما مرة أنه تم تسوية هذا الملف (التعوضيات)؟ لقد تم تعويض كل من طالب بذلك في إطار هيئة الإنصاف والمصالحة، أما محمد بوكرين فلم يتقدم بطلب لهذه الهيئة لأنه يرفض منطقها في جبر الضرر ولتمسكه بمحاكمة الجلادين والاعتذار الرسمي والضمانات التشريعية والقانونية أولا، رغم انه قضى سنوات 60/67 في السجون محكوما بالبراءة لفائدة الشك وسنوات 73/76 محكوما بسنتين فقط ...الخ.لكنه في المقابل طرح ملف التعويض عن الطرد من العمل (فقط) منذ 1973 للحكومات المتعاقبة ، دون أن يخضع الملف للمعالجة خاصة أن موضوع طرده شائك، إذ لا تعتبره الدولة ملفا نقابيا إنما سياسي بامتياز . إذن ، فللتأكيد ، محمد بوكرين لم يتقاض فلسا واحدا رغم بعض الادعاءات. - ما هي الدوافع لامتناع الوالد عن طلب العفو مادامت حالته الصحية متدهورة؟ صحيح ، الحالة الصحية للوالد جد متدهورة، وهذا سبب كاف يجعلنا نطرق كل الأبواب لإطلاق سراحه ومعالجته ،لكنه ليس سببا كافيا لجعله يطلب العفو، لأنه وبكل بساطة قضى 15 سنة بالمعتقلات السرية والعلنية وعاش في ظروف قاهرة جدا منذ عقود من الزمن لا لشيء إلا للكرامة والحرية . ولو كنتم تعرفون بوكرين جيدا لأدركتم أن الرجل مستعد فعلا للشهادة من اجل كرامته ومبادئه كما انه لم يجرم في حق احد بل أجرم الكثيرون في حقه . وبقدر ما يؤلمنا ذلك ، بوصفنا أبناء يفتقدون الأب ، بقدر ما يرفع رؤوسنا عاليا ، ويجعلنا نصر على المطالبة بالاعتذار، فكيف نطلب العفو؟!