أجمع المشاركون، في الحفل التكريمي لفائدة المفرج عنهم مع معتقلي فاتح ماي، على إدانة المحاكمات المبنية على تهمة «المس بالمقدسات»، التي جرت عددا من المواطنين إلى السجون، فقط لأنهم تظاهروا ضد الغلاء بالمغرب. ودعا بزيز (أحمد السنوسي)، الفنان الساخر، إلى ضرورة تصدي الشعب للهيب الارتفاع المهول في الأسعار الذي يهدد حق العيش الكريم لمغاربة الطبقات المسحوقة يوما بعد يوم». واعتبر أن كل المغاربة الشرفاء هم في هذا اليوم «بوكرين»، في إشارة إلى شيخ المعتقلين السياسيين بالمغرب محمد بوكرين. وطالب بزيز ب«إغلاق مجلس المستشارين»، لأنه يعكس في رأيه، إلى حد كبير «صورة من صور تبذير وتبديد المال العام، الذي يصب في خزينة الدولة من جيوب دافعي الضرائب في هذا البلد». وتقاطعت كلمة بزيز مع محمد بوكرين، سجين الرأي على عهد ثلاثة ملوك، عندما شددا على «ضرورة قيام جميع القوى الديمقراطية بمساندة الصحافة الملتزمة والمستقلة في محنة المضايقات التي تتربص بها الدوائر من كل مكان». وكشف بوكرين، الذي كان يتحدث إلى مناصريه وسط عدد من أفراد عائلته، أنه «تلقى إلى جانب معتقلين آخرين مثله، لما كان قيد الأسر، إشارات من جهات لم يرفع الحجاب عن هويتها تفيد بتوقيعهم على طلبات عفو ملكي لقاء الإفراج عنهم». وعبرعدد من المفرج عنهم من معتقلي فاتح ماي، أو «فاضح ماي» كما صوره بزيز، عن رفضهم «الاستجابة لتلك الإشارات»، مستندين في ذلك إلى أن» إدانتهم لم تكن مبنية على أساس لانعدام تورطهم في جريمة يعاقب عليها القانون». ورفع المشاركون في هذا الحفل التكريمي، الذين ضاقت بهم قاعة المؤتمرات بمقر الاتحاد المغربي للشغل بالرباط أول أمس، شعارات مختلفة كلها تدين التضييق على حرية التعبير والدوس على مبادئ حقوق الإنسان. وكان من بين تلك الشعارات، التي لقيت ترحيبا واسعا في صفوف المشاركين في هذا الحفل، قولهم «الكرامة والحرية»، ثم «واك واك على شوهة، محاكمات مشبوهة»... وطالبت الهيئة الوطنية للتضامن مع معتقلي فاتح ماي بضرورة «استمرار النضال من أجل الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين بالسجون المغربية»، مبرزة أن المغرب بات يشهد اليوم» خروقات مخيفة لحقوق الإنسان». وقال صدقو محمد، المنسق الوطني للهيئة المذكورة، إن الأخيرة وهي تحتفل بحدث الإفراج عن معتقلي فاتح ماي، وعلى رأسهم الشيخ محمد بوكرين، تعتبر أنها «نجحت في مساعيها التي لقيت دعما وطنيا ودوليا». وفيما يلي قائمة المحتفى بهم من معتقلي فاتح ماي: المهدي بربوشي وعبد الرحيم قراد والتهامي الخياط وأسامة بنمسعود ومحمد الريسوني وأحمد الكعطيب ويوسف الركاب ومعتقل الملوك الثلاثة محمد بوكرين، ومحمد اليوسفي وعبد الكبير الربعاوي وابراهيم احنصال واسماعيل امرار وعباس عباسي ومحمد فاضل وعبد العزيز تيمور وعبد الرحمان العاجي ونبيد الشرقي.