صدم الدولي المغربي السابق عبد اللطيف العراقي، الحارس السابق لفريق شباب المحمدية، متابعيه وأصدقائه عبر الموقع الاجتماعي "فايسبوك"، عندما عرض قفازاته التي تحمل صورته واسمه للبيع بسبب الحاجة وكونه بدون عمل. وأوضح الحارس السابق للمنتخب المغربي وفريق شباب المحمدية عبر تدوينته على "فيسبوك، أن سبب عرض قفازاته التي كان يرتديها للدفاع عن ألوان المنتخب يعود إلى حاجته لما يعيل به أسرته وكونه بدون عمل، وكتب العراقي قائلا: "للبيع مع كامل احترامي وتقديري خوكم بدون عمل". وتفاعل رواد "فيسبوك" المغاربة كثيرا مع تدوينة العراقي متأسفين لما ألت إليه أوضاعه، حيث لم تشفع له مسيرته الطويلة كلاعب كرة القدم وتألقه بقميص شباب المحمدية ومجموعة من الأندية المغربية في أن يعيش ظروفا أفضل، فيما طالب آخرون إخبارهم بأثمنة تلك القفازات بغية شرائها من أجل مساعدته. وسيطر الحزن والغضب على جل المتفاعلين مع قضية العراقي، فيما طالب أحد المعلقين من مدينة المحمدية "ر.ب" بأن يتم اتخاذ خطوات عملية من أجل مساعدة الحارس السابق للأسود عوض الحديث فقط والاستنكار، وقال: "الكل يتحدثون عن الأزمة التي يمر بها العراقي ولكي نكون أكثر واقعية وصادقين مع أنفسنا تعالوا لنقوم بحملة نتحدى من خلالها الواقع ونتضامن بصدق مع العراقي عوض الحديث الذي لا يجدي نفعا". وتابع المتحدث: "لو ساهم كل واحد منا بخمسين أو مائة درهم لكل فيسبوكي غيور كأننا احتسينا بها كوب قهوة، ونحن نقدر بالآلاف هنا، ولكن لا نولي الأهمية إلا للحملات الفارغة والكلام الفارغ، تعالوا لنظهر للمغاربة جميعا أن فعاليات المجتمع المدني بالمحمدية، استطاعوا أن يظهروا للشعب المغربي معنى التضامن والتآزر، كونوا على يقين أننا نستطيع أن نوجه ضربة قاضية لكل من كانت له اليد في قضية الحارس ونلقن درسا قاسيا لكل من تسبب في هذه الأزمة لرجل شرف المحمدية أحسن تشريف، وسجل اسمه بلوحات التاريخ، واستحق لقب أسد عرين الشباب، الشباب التي صنع مجدها، فصنعت ضياعه". وأضاف معلق آخر يدعى "صابر. خ" أن العراقي خدم شباب المحمدية لأكثر من 30 سنة، وما يحصل معه عيب ويجب أن يتم التدخل لوضع الحد لمأساته: "إلى من لديه الروح الرياضية والروح الإنسانية ومن له قلب حساس ارحموا عزيز قوم ذل، الصورة توضح معاناة الحارس الدولي عبد اللطيف العراقي الذي جاور الشباب لأكتر من 30 سنة أعطى لفريقه الأم الكثير وضحى بكل ما يملك.. كان يمثل الفريق 90%". وتابع مشيدا بأخلاق العراقي الإنسان: "العراقي حارس عملاق يمتاز بأخلاق عالية، إنسان شعبي، ابن أسرة متواضعة، لعب في صفوف المنتخب الوطني بجميع الفئات أيام الجيل الذهبي من سنة 94 إلى 99، حيث جاور جيل كبير؛ منهم نور الدين النيبت وبصير وحجي وكماتشو وصابر والحضريوي... اليوم، عبد الطيف العراقي يعيش تحت وطأة التشرد والضياع والتيه.. إنه يناشد القلوب الرحيمة وأصدقاء الأمس بالوقوف معه وبجانبه جراء المحنة وقسوة الحياة، تصوروا معي أن عبد اللطيف العراقي أصبح يفكر في الانتحار.. المرجو مساعدة هذا الرجل". وأردف "أيوب. إ" أنه عادة يقال من لا ماض له لا حاضر له؛ ولكن ماضي عبد اللطيف العراقي لم يشفع له بعيش حاضر جميل وكريم، مبرزا: "مع كل تصدّ كان يجد العناق من الزملاء، والتصفيق من المناصرين، ولكنه ظل وحيدا في عز أزمته، بعدما تنكر له الكل". وتابع: "الحارس الوفي لشباب المحمدية والمنتخب الوطني وجد نفسه اليوم يعرض آخر ما تبقى من تاريخه بل جزءا من حياته، وهي قفازاته للبيع، رغبة منه في إيجاد مبلغ يعيل به نفسه وأسرته، في وطن استوطنت فيه بعض الأسماء المشهد الكروي، وطال الإقصاء والتهميش وغياب ثقافة الاعتراف أسماء أخرى، فبعدما رحل الفيلسوف الصامت "الظلمي" في صمت، وتبعه حمان بالديار الأمريكية، هاهو العراقي يلدغ من نفس الجحر". وتساءل الناشط الفايسبوكي أيوب باستغراب: "هل هكذا يمكننا تكريم من خدم الكرة المغربية وصنع جزءا من الأفراح بالأمس القريب؟ كيف ستكون ردة فعل أبطال اليوم وهم يرون من كانوا أبطالا بالماضي يعانون اليوم؟ ألم نتعلم من دروس مضت؟ أم أننا كعادتنا سنلتزم الصمت وننتظر يوم الوداع، لنقدم أنفسنا على أننا أصدقاء الراحل.. ما أعلمه أنه بعد رحيل إنسان تقدم له شهادة واحدة وهي شهادة الوفاة، فهو في غنى عن شهاداتكم، ومجاملاتكم.. وعوض أن نستقدم رونالدينهو وريفالدو وآخرين، ألم يكن من الأجدر أن نلتفت إلى أبناء الوطن ونعيد لهم الاعتبار، لكن لا يسعنا إلا أن نقول: المزوق من برا اش خبارك من الداخل، أو بالأحرى خبز الدار ياكلوا البراني". وأنهى مشاركته قائلا: "العراقي واحد من الآلاف ممن صنعوا التاريخ والمجد في شتى المجالات، طالهم النسيان وغرقوا في مستنقعات زمن يتكلم لغة المال، ولا يعترف بالكفاءات ولا حتى بصناع الإنجازات". من جانبه، استنكر الصحافي الرياضي عمرو البوطيبي ما يحدث مع العراقي، وكتب قائلا: "عيب وعار حارس مرمى دولي قدم الكثير لكرة القدم الوطنية، تدفعه الظروف ونوائب الزمن الذي لا يعترف بالماضي ولا يقدّر صانعيه إلى أن يضع قفازات الحراسة، وهما ما بقيا له بعد مشوار كروي حافل، للبيع من أجل كسرة خبز ودراهم معدودة تقيه شر التسول". واسترسل قائلا: "عبد اللطيف العراقي حارس المنتخب الوطني رفقة جيل النيبت وبصير والطاهر لخلج وشيبو، والذي تم التشطيب عليه من سلك الدرك الملكي بعد مؤامرة خسيسة أطاحت به ورمت به في غياهب المجهول يواجه مصيرا وحيدا بدون معيل، حتى الزملاء تخلّوا عنه ونساو "العشرة" ولم يقفوا بجانبه". وأوضح المصدر ذاته أن العراقي الرجل الطيب والخجول ذهب ضحية مؤامرة فقد من خلالها منصبه الوظيفي في سلك الدرك الملكي ليجد نفسه بدون معيل وهو رب أسرة فقدت معيلها الوحيد: "تألمت وأنا أقرأ منشورا يضع فيه الحارس العراقي قفازاته للبيع وهو الذي ظل محتفظا بها يتذكرها بين الحين والآخر ويتذكر معها ذكرياته التي صنعها رفقة الفريق الوطني وفريق شباب المحمدية الفريق الذي ترعرع في صفوفه وتألق صحبته.. ارحموا العراقي، لا يمكن أن نكون ناكرين للجميل ونترك حارسا كبيرا يواجه مصاعب الحياة لوحده، ارحموا العراقي... ارحموا عزيز منتخب ذل". يشار إلى أن العراقي فقد وظيفته في جهاز الدرك الملكي، بعد اتهامه بالتوسط في محاولة للتلاعب بنتيجة مباراة سابقة لشباب المحمدية أمام الاتحاد الإسلامي الوجدي.