قال مقصود كروز، المدير التنفيذي لمركز "هداية" بدولة الإمارات العربية المتحدة، إن التعليم يلعب دورا رئيسيا في محاربة التطرف العنيف، وأضاف أن "التطرف ليس بالضرورة مرتبط بالدين الإسلامي كما يفهم البعض، وإنما هو لا دين له ولا لون له ولا جغرافية له أيضا". وخلال مشاركته في ندوة حول التهديدات الإرهابية والتحديات الأمنية في إفريقيا والشرط الأوسط، اليوم الخميس بالرباط، استعرض الخبير الإماراتي مقصود كروز، المدير التنفيذي لمركز "هداية" الدولي بأبوظبي الذي يعتبر منصة تنفيذية لمكافحة التطرف والعنف، مساهمات المركز الدولي في محاربة تمظهرات التطرف من خلال البحث والتحليل، وبناء القدرات والمهارات، ثم الحوار والاتصال. وأوضح كروز في مداخلته التي تناولت موضوع "الممارسات العالمية في الوقاية من التطرف: التعليم أنموذجاً"، أن ظاهرة الإرهاب "هي نتيجة جملة من العوامل التي تتفاعل فيما بينها، وليس بالضرورة مرتبطة بالفقر، وإلا لما كان أسامة بلادن وأيمن الظواهري من أبرز زعماء التنظيمات الإرهابية". وللوقاية من التطرف، شدد مدير المركز الدولي على ضرورة التدخل في المراحل المبكرة لوأد الإرهاب في مهده؛ وذلك عن طريق إشراك جميع الفاعلين والمهتمين وتوظيف معاني الإبداع ومساعدة المؤسسات الشبابية. وأبرز المتحدث أن "المنظومة التربوية هي ليست فقط مدرسة أو مقررا دراسيا، بل على العكس يجب أن تكون منظومة شاملة لبناء الإنسان وتحصينه من جميع مداخل الغلو والتطرف"، موردا أن "المحتوى التعليمي عليه أن يركز على نشر قيم التسامح وتعزيز الفكر النقدي لتفكيك الأطروحات المتطرفة، بالإضافة إلى تعزيز منهج الوسطية والاعتدال ودور المرأة والأسرة والمجتمع". ولفت المدير التنفيذي لمركز "هداية"، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن "كل أشكال التطرف تنطلق من فكرة، وهذه الفكرة تؤدي إلى استجابة انفعالية، وهو ما يؤدي في النهاية إلى سلوك العنف والإرهاب". وخلص مقصود كروز إلى ضرورة تعزيز مهارات التفكير للمتعلمين، خصوصا على مستوى تفكيك الإشكاليات المطروحة حتى يتم اكتساب مناعة نفسية وتحصين ذهني من الأفكار المتطرفة. وتابع قائلاً إن "التطوير هو حاجة ملحة لاستشراف المستقبل وتعزيز المهارات الإبداعية والقدرة الابتكارية لأبنائنا وبناتنا للتعامل مع تحديات المستقبل". يشار إلى أن مركز "هداية" يعتبر من بين أرفع المؤسسات الدولية التي تعمل على مكافحة التطرف العنيف والفكر المغلق والتزمت الديني والثقافي من خلال أحدث التقنيات، وبلغات متعددة، لتقديم رسائل إيجابية تدفع الشباب إلى الابتعاد عن التطرف والانغلاق والعنف.