استأثر خطاب الملك محمد السادس الموجه إلى الأمة بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعين لعيد المسيرة الخضراء باهتمام الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إذ قال الناطق الرسمي باسمه، خلال ندوة صحافية عقدها مساء الأربعاء، بمقر مجلس الأمن الدولي، إن "غوتيريس لطالما كان مؤيدا على الدوام لحوار بناء بين المغرب والجزائر". وردا على سؤال لأحد الصحافيين المعتمدين لدى مجلس الأمن حول اقتراح العاهل المغربي على الجزائر، "إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور"، قال ستيفان دوجاريك: "لقد كان الأمين العام أنطونيو غوتريس مؤيدا دائما لإجراء حوار معزز بين المغرب والجزائر". كما جدد المتحدث تأكيد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة إنجاح محطة محادثات جنيف، المقررة في الخامس والسادس من دجنبر 2018، منوها في الوقت ذات ب"الدعم الذي قدمه الملك محمد السادس للجهود التي يبذلها المبعوث الشخصي للأمين العام لمنطقة الصحراء، هورست كوهلر، في أفق استئناف المحادثات"، معتبرا ذلك "عاملا حاسما وداعما مهما قبيل انطلاق المائدة المستديرة بالعاصمة السويسرية جنيف". وتابع المتحدث الرسمي بأن الأمين العام يرحب ب"الردود الإيجابية على دعوة كولر الأطراف إلى المائدة المستديرة المزمع بسطها بداية دجنبر بجنيف"، معربا عن "أمله في أن تكون -المائدة المستديرة- الأولى بداية لمسار يفضي إلى حل لهذا النزاع الذي عمر طويلا". وكان الجالس على العرش قد اقترح في خطابه بمناسبة الذكرى ال43 لذكرى المسيرة الخضراء، على القادة الجزائريين، إحداث آلية سياسية مشتركة للحوار والتشاور، يتم الاتفاق على تحديد مستوى التمثيلية بها، وشكلها وطبيعتها، مسجلا انفتاح المغرب على جميع الاقتراحات والمبادرات التي قد تتقدم بها الجزائر، بهدف تجاوز حالة الجمود التي تعرفها العلاقات بين البلدين الجارين الشقيقين. وتتمثل مهمة هذه الآلية، حسب قائد البلاد، في الانكباب على دراسة جميع القضايا المطروحة بكل صراحة وموضوعية، وصدق وحسن نية، وبأجندة مفتوحة، ودون شروط أو استثناءات، كما يمكن أن تشكل إطارا عمليا للتعاون بخصوص مختلف القضايا الثنائية، وخاصة في ما يتعلق باستثمار الفرص والإمكانات التنموية التي تزخر بها المنطقة المغاربية. كما اعتبر الملك محمد السادس في الخطاب ذاته أن "الطموح يتمثل في تعاون المغرب الصادق مع السيد الأمين العام للأمم المتحدة، ودعم مجهودات مبعوثه الشخصي قصد إرساء مسار سياسي جاد وذي مصداقية"، كما تعكسه أيضا، "المبادرات البناءة، والتجاوب الإيجابي للمغرب مع مختلف النداءات الدولية لتقديم مقترحات عملية كفيلة بإيجاد حل سياسي دائم، على أساس الواقعية وروح التوافق، وفي إطار مبادرة الحكم الذاتي"، مشيرا أن المغرب "يبقى مقتنعا بضرورة أن تستفيد الجهود الحثيثة للأمم المتحدة، في إطار الدينامية الجديدة، من دروس وتجارب الماضي، وأن تتفادى المعيقات والنواقص التي شابت مسار مانهاست".