عثر اليوم الخميس على طرد جديد يعتقد أنه يحوي عبوة ناسفة في مدينة نيويورك بينما تسعى السلطات الأمريكية خلف المسؤولين عن إرسال طرود تحوي عبوات ناسفة إلى ديمقراطيين بارزين وشبكة (سي.إن.إن) قبل أقل من أسبوعين على انتخابات قد تغير المشهد السياسي الأمريكي. وذكرت (سي.إن.إن) أن أحدث طرد كان موجها إلى الممثل روبرت دي نيرو. ولم تنفجر أي من الطرود الثمانية ولم ترد بلاغات عن وقوع إصابات، لكن بعض الديمقراطيين البارزين وصفوا التهديدات بأنها عرض من أعراض الخطاب السياسي الفظ الذي يشجعه الرئيس دونالد ترامب، والذي أدان أيضا هذه الأفعال. وتعرض كل المستهدفين بالطرود لاتهامات متكررة من منتقدين ينتمون لتيار اليمين. وكان من المستهدفين الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما ووزيرة الخارجية السابقة ومرشحة الرئاسة في انتخابات 2016 هيلاري كلينتون وإريك هولدر وزير العدل في عهد أوباما. وجرى أيضا استهداف جون برينان المدير السابق للمخابرات المركزية وجورج سوروس أحد المانحين الكبار للحزب الديمقراطي وماكسين ووترز وهي عضو بالكونغرس عن ولاية كاليفورنيا ومنتقدة صريحة لترامب . وذكرت شبكة (سي.إن.إن) إن خبراء المفرقعات في مدينة نيويورك نقلوا صباح اليوم الخميس طردا مشبوها موجها إلى دي نيرو يشبه باقي العبوات الناسفة. وبعد هجوم على ترامب استخدم فيه الممثل الحائز على جائزة الأوسكار ألفاظا نابية في حفل جوائز توني المسرحية في يونيو حزيران، وصف ترامب دي نيرو بأنه "شخص محدود الذكاء بشدة". ويأتي إرسال الطرود في وقت تستعد فيه البلاد لانتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي تجرى في السادس من نوفمبر تشرين الثاني وستحسم إن كان بمقدور الديمقراطيين انتزاع السيطرة على أحد مجلسي الكونغرس أو المجلسين من الجمهوريين وحرمان ترامب من الأغلبية التي يتمتع بها حزبه في المجلسين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن إرسال هذه الطرود. وقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي كريستوفر راي في بيان إن قوة مهام مشتركة لمكافحة الإرهاب بقيادة المكتب وتضم وكالات إنفاذ القانون الاتحادية والمحلية "ستواصل العمل لتحديد هوية المسؤول عن إرسال هذه الطرود أيا كان واعتقاله". ووصف عدد من السياسيين، بينهم رئيس الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش مكونيل ورئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو، الأمر بأنه عمل إرهابي. وقال مسؤول اتحادي لرويترز إن المحققين يحاولون تتبع طرد مشبوه آخر يعتقدون أنه أرسل إلى جو بايدن نائب الرئيس السابق أوباما. وتلقى مكتب شبكة (سي.إن.إن) في نيويورك طردا موجها لبرينان الذي كان ضيفا لدى الشبكة كمحلل، مما دفع الشرطة إلى إخلاء المبنى الواقع بجزء مزدحم من مدينة نيويورك قرب حديقة سنترال بارك. وقال مفوض الشرطة جيمس أونيل إن الطرد يحوي ظرفا به مسحوق أبيض يعكف الخبراء على تحليله. وقال ترامب في تجمع سياسي في ويسكونسن أمس الأربعاء إن حكومته ستحقق في الأمر. وأضاف "أي أفعال أو تهديدات بعنف سياسي تعد هجوما على ديمقراطيتنا نفسها... نريد أن تتحد كل الأطراف في سلام وتناغم". لكنه قال إن وسائل الإعلام تتحمل مسؤولية "وقف العداء الذي لا ينتهي والسلبية المتواصلة والهجمات والأخبار الكثيرة الكاذبة". والأسبوع الماضي، أشاد ترامب، الذي انضم لجمهوريين غيره في اتهام الديمقراطيين بالتشجيع على أساليب "العصابات"، بعضو بالكونغرس عن مونتانا اعتدى على صحفي في 2017. وفي فعالية في تكساس أمس الأربعاء، انتقد برينان ترامب على خطابه التحريضي المتكرر. وكان أول طرد، والذي عثر عليه يوم الاثنين، موجها إلى سوروس، وهو ملياردير تستهدفه كثيرا نظريات المؤامرة لدى تيار اليمين وذكر مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) في بيان في وقت سابق أن هناك طرودا "تحوي عبوات يمكن أن تحدث دمارا". وقال مسؤولون آخرون إن العبوات تشبه جميعها تلك التي أرسلت إلى منزل سوروس وفجرتها الشرطة لاحقا. *رويترز