استخدم رجال مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي (FBI) الحمض النووي والبصمات لتحديد هوية رجل من فلوريدا، يشتبه في أنّه أرسل 14 طرداً ناسفاً على الأقل لمنتقدين للرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام من انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس. وقال وزير العدل الأميركي جيف سيشنز، إنّ السلطات وجّهت 5 اتهامات بارتكاب جرائم للمشتبه به ويدعى سيزار سايوك، تشمل تهديدات بحقّ رؤساء سابقين، مشيراً إلى أنّ المتهم يواجه عقوبة السجن لمدّة تصل إلى 48 عاماً إذا تمّت إدانته.
وذكرت وكالة "رويترز" أنّ السلطات لا تزال تحقّق في ما إذا كان هناكَ أشخاصٌ آخرون متورّطون في إرسال الطرود، ولم تستبعد أيضاً احتمال توقيف مزيد من الأشخاص، ولا احتمال العثور على مزيد من الطرود الناسفة في البريد.
سايوك عمل في ناد تعر خلال التسعينيات بعد أن أخفق في التحول إلى مصارع محترف
واعتقل فريق من ال"FBI" سايوك (56 عاماً) في بلانتيشن بولاية فلوريدا وضبطوا سيارة "فان" بيضاء اللون، عليها ملصقات مؤيّدة لترامب وشعارات مناهضة لمحطة "CNN"، وملصقات تحمل صور شخصيات تنتمي ل"الحزب الديمقراطي" وعليها ما يشير إلى التصويب بالرّصاص.
واضاف مدير ال"FBI" كريستوفر راي في مؤتمر صحافي، إنّ بصمات على طردٍ أرسل للنائبة ماكسين ووترز تعود إلى سايوك. وأضاف أنّ وجود المزيد من الطرود أمر وارد.
وقال ترامب وهو يعلن خبر الاعتقال في البيت الأبيض، إنّ مثل تلك "الأفعال التي تستهدف الترويع" دنيئة ولا مكان لها في الولاياتالمتحدة، مؤكّداً أنّه "لا يجب أن نسمح أبداً بأن يكون للعنف السياسي جذور في أميركا.. لا يمكن أن نترك ذلك يحدث... وأنا ملتزم بفعل كل ما في وسعي بصفتي رئيساً لوقف ذلك، ووقف ذلك الآن".
وقال مسؤولون وتقارير في وسائل إعلامية، إنّ الشرطة عثرت على 4 طرود مشبوهة أخرى، الجمعة، ممّا يجعل إجمالي ما عثر عليه 14 طرداً. ولم ينفجر أي من الطرود.
وشملت وجهات الطرود التي عثر عليها، الجمعة، السناتور الديمقراطي كوري بوكر والمدير السابق للمخابرات الوطنية جيمس كلابر، والسناتور الديمقراطية كامالا هاريس وأيضاً توم ستير أحد المانحين للحزب الديمقراطي.
وجميع من أرسلت إليهم الطرود الملغومة، تعرضوا لانتقادات شديدة من جانب يمينيين أميركيين.
واستهدفت الطرود التي عثر عليها سابقاً الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما ووزيرة الخارجية السابقة والمرشحة السابقة للرئاسة هيلاري كلينتون وإريك هولدر وزير العدل في عهد أوباما، وجون برينان المدير السابق للمخابرات المركزية وجورج سوروس أحد المانحين الكبار للحزب الديمقراطي، وجو بايدن نائب أوباما عندما كان رئيساً، والممثل روبرت دي نيرو وماكسين ووترز وهي عضو في مجلس النواب عن ولاية كاليفورنيا.
ووفقاً لمن تعاملوا مع سايوك، مثل مديرة عمله السابق في مطعم بيتزا ومن كانوا برفقته أثناء رحلة كمال الأجسام في الصالات الرياضية، فإنه من المعتقدين بأفكار تفوق العنصر الأبيض، وكان يظن أن أميركا "كانت تسقط في المرحاض" على أيدي الديمقراطيين، على حد التعبير الذي استخدمه في محادثاته، ونقل عنه.
وكان سايوك مهووساً بترامب أثناء محاولته البحث عن هوية لأفكاره، ويبدو في صورة أثناء أحد التجمعات الانتخابية لترمب، لكن الرئيس الأميركي لم يكن على علاقة شخصية معه ولا يعرفه على الإطلاق.
الغريب أن محامي سايوك، رونالد لوي، صرح لتلفزة أميركية، أمس الجمعة، بأن موكله "ضال ومريض" عزل نفسه عن عائلته، وحاول في النهاية أن يتخذ من ترمب أباً، على حد تعبير المحامي.
وأكد لوي، الذي مثل سايوك في قضايا سابقة، أن الأخير أظهر "علامات واضحة على المرض العقلي".
إلى ذلك، قالت صاحبة عمله السابق في مطعم بيتزا، دبرا غورغيان، إن سايوك اشتهر بأنه "متعصّب أبيض" ومناهض للسامية، وأراد تطهير المجتمع من السود واليهود، وكان يعتقد أن المتحولين جنسياً يجب أن "يوضعوا في جزيرة ويحرقوا".
وأفاد سيرجيو مينيزيس، الذي شارك في أنشطة رياضية مع سايوك وأجرى معه محادثة في غشت الماضي، أن سايوك غير راض عن انتشار المهاجرين في ميامي، وكان يلقي باللائمة على الديمقراطيين بشان كافة مشاكل البلاد.