لم تزغ نتائج الانتخابات البرلمانية بكيبيك عما كانت توقعته استطلاعات الرأي التي واكبت الحملة الانتخابية، وكانت تعطي الغلبة لحزب "التحالف من أجل مستقبل كيبيك" (CAQ) الجديد، الخارج من رحم الحزب الكيبيكي اليميني المتشدد، والذي عرف تراجعا كبيرا على امتداد الانتخابات الماضية. وسجل حزب "التحالف من أجل مستقبل كيبيك" فوزا ساحقا بحصوله على 74 مقعدا من أصل 125، محققا بذلك زيادة ب53 مقعدا بدل 21 في الولاية السابقة، ما سيمكنه من الأخذ بزمام الحكومة الكيبيكية برئاسة زعيمه فرانسوا لوغو، الذي أثار الكثير من الجدل خلال الحملة الانتخابية، خصوصا في موضوع اختبارات الهجرة واللغة الفرنسية. وقد قال في أول تصريح له: "لقد نجحنا في التجمع، وهذه هي روح التجمع التي أعتزم الحكم بها لجميع الكيبيكيين"، مضيفا: "اختار الكيبيكيون الأمل، الأمل في حكومة تحقق التغيير الإيجابي". وأبرز ما سجلته هذه الانتخابات كذلك هو التراجع الملحوظ للحزب الليبرالي (PLQ) المعروف باعتداله وبسياساته القريبة من المهاجرين، والذي كان على رأس الحكومة السابقة برئاسة زعيمه فيليب كويار، إذ تراجع بناقص 36 مقعدا، بعدما أصبح ممثلا ب32 برلمانيا فقط بدل 68 في البرلمان السابق؛ وهو ما دفع زعيمه فيليب كويار إلى التفكير جديا في مستقبله السياسي، إذ قال في أول رد فعل له: "من الواضح أنه بصفتي قائدا لحزبنا يجب أن أقبل المسؤولية عن نتيجة الانتخابات. سيكون علي التفكير في مستقبلي الشخصي"، مضيفا أمام عدد من النشطاء الليبراليين: "من أجل تقليل مدة عدم الاستقرار التي ستنتج عن هذا الوضع فإن هذا التأمل سيكون قصيرًا". وقد عرف العديد من الوزراء الليبراليين السابقين، والذين جددوا مشاركتهم في هذه الانتخابات، هزائم في دوائرهم لفائدة مرشحين جدد . ويحسب للحزب الليبرالي أنه اعتمد على ثلاثة مرشحين مغاربة في هذه الانتخابات، استطاع اثنان منهم الحصول على مقعدين في البرلمان الجديد؛ ويتعلق الأمر بمروِى رزقي، البالغة 33 سنة، عن دائرة Saint-Lauren، ومنصف الدراجي، البالغ 42 سنة، عن دائرة Nelligan؛ في حين لم يحالف الحظ المرشح الثالث محمد برهون للفوز بدائرة Taillon رغم نيله ثقة 6042 مصوتا . وحافظ منصف الدراجي بفوزه ب22406 أصوات على الريادة الليبرالية بامتياز بدائرة Nelligan؛ في حين فازت مروى رزقي عن الحزب الليبرالي ب17953 صوتا، أي بنسبة 61٪ من النتائج، ما يؤهلها لاحتلال موقعها في البرلمان الكيبيكي وتشكيل فريق المعارضة والدفاع عن أطروحتها المتعلقة بالتهرب الضريبي . كما عرفت الانتخابات تقدما ملحوظا لحزب التضامن الكيبيكي بزعامة مانون ماسي، منتقلا من 3 مقاعد إلى 10 مقاعد في البرلمان الحالي؛ في حين عرف "الحزب الكيبيكي" PQ بزعامة فرانسوا ليزي تراجعا ساحقا بناقص 19 مقعدا من 28 مقعدا في البرلمان الفارط. وبهذا تكون هذه الانتخابات قد منحت الفرصة لحزب جديد في مقابل دحر الأحزاب التقليدية؛ كما أنها تفتح ملف الهجرة على المجهول. تجدر الإشارة إلى أن الناخبين اختاروا ممثليهم من بين 940 مرشحا، موزعين على 22 حزبا سياسيا، وكذلك مستقلين؛ ومنهم 565 مرشحًا رجلا، بنسبة 60 ٪، مع متوسط عمر للمرشحين لا يتجاوز 45 سنة.