مواجهة جديدة بين إيران وأمريكا بسبب موقف الكونغرس الأمريكي بشأن العلاقة المزعومة بين طهران وجبهة البوليساريو الانفصالية عن طريق حزب الله اللبناني الشيعي؛ إذ اعتبرت الخارجية الإيرانية أن المشروع الأمريكي الذي يُدين بلدها "إجراء خاطئا". وكان جو ويلسون، العضو الجمهوري في الكونغرس الأمريكي، وزميلاه كارلوس كوربيلو (جمهوري) وجيري كونولي (ديمقراطي)، قدموا في سابقة بالكونغرس الأمريكي مشروع قانون بمجلس النواب، يؤكدون فيه مجددا على العلاقة التي تجمع بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية، ويدينون التواطؤ بين حركة البوليساريو الانفصالية وحزب الله، وكذا مرامي إيران المزعزعة للاستقرار في منطقة شمال إفريقيا وغيرها. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، ردا على سؤال حول مشروع الكونغرس الأمريكي بشأن العلاقة المزعومة بين إيران وجبهة البوليساريو، إن "هذا الإجراء الخاطئ من قبل الكونغرس الأمريكي يؤكد أن ليس لديه معلومات كافية عن إيران ولا عن البوليساريو". وأضاف المسؤول في الخارجية الإيرانية، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء إيرانية، أن "المغرب قطع علاقاته الدبلوماسية مع إيران بدون عرض وثائقه المزعومة حول تورط إيران في دعم جبهة البوليساريو"، مضيفاً: "قرر المغرب أن يعرض الوثائق حول علاقة إيران بهذه الجبهة، وقطع العلاقات مع طهران من جانب واحد بدلا من القيام بذلك". ورداً على ما جاء في بعض مضامين المشروع من كون إيران "تقدم دعما ماديا لمنظمات إرهابية مثل حزب الله، الذي صنفته الولاياتالمتحدة منظمة إرهابية دولية"، زعم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن "الضربة الصاروخية التي نفذها حرس الثورة الإسلامية على مقر الإرهابيين شرق الفرات أثبتت إرادة إيران في محاربة الإرهاب". وكانت طهران قالت إن الحرس الثوري في البلاد شن، فجر الإثنين، هجوما صاروخيا على مقر من وصفتهم ب"الإرهابيين" بسوريا؛ وذلك ردا على "جريمة" هجوم الأحواز، الذي أسفر عن مقتل 25 شخصا وإصابة العشرات قبل أيام. ويأتي مقترح القانون الأمريكي بعد قرار المملكة المغربية في فاتح ماي الماضي قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران بسبب دعمها لجبهة البوليساريو مالياً وعسكرياً عبر حزب الله اللبناني، وهو ما أعقبه سحب لسفيريْ البلدين المعتمدين بعد سنوات من الجفاء الدبلوماسي بينهما. ويقترح مشروع القانون إدانة الأعمال الاستفزازية التي تصدر عن جبهة البوليساريو في الصحراء، وتجديد التأكيد على "جدية وواقعية ومصداقية مشروع الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب لحل نزاع الصحراء باعتباره طريقاً لتلبية تطلعات السكان في الأقاليم الجنوبية لإدارة شؤونهم الخاصة في سلام وكرامة". ودعا النص القانوني، الذي اطلعت عليه هسبريس ويحمل رقم 1101، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووزير خارجيته، مايك بومبيو، وسفيرته لدى الأممالمتحدة، نيكي هالي، إلى دعم الجهود الأممية المتواصلة للتوصل إلى اتفاق سلمي بخصوص نزاع الصحراء، بما يتوافق مع مواقف الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأكد الرئيس ترامب، الأسبوع الماضي، أن النظام الإيراني يصدر العنف والإرهاب والفوضى، مؤكدا وجود أدلة لتطوير إيران صواريخ باليستية ونشرها في جميع أنحاء الشرق الأوسط.