استبقَ الممرضون موعد استئناف جولات الحوار الاجتماعي المقرر خلال الأسابيع المقبلة، ليقرروا خوض مسلسل احتجاجي جديد من أجل المطالبة بتحقيق ملفهم المطلبي؛ فقد التأم العشرات من أصحاب "الوزرة البيضاء"، اليوم الخميس، أمام مقر الوزارة الوصية على القطاع الصحي في الرباط، رافعين شعارات تطالب برفع الاقصاء المفروض على الممرضين والممرضات ذوي سنتين من التكوين، والتسريع بالترقية الاستثنائية. الوقفة دعت إليها التنسيقية الوطنية للممرضات والممرضين المجازين من الدولة ذوي سنتين من التكوين، وشهدت حضور أصحاب "الوزرة البيضاء" من مختلف جهات المملكة، الذين نددوا ب"غياب رؤية واضحة واستراتيجية حقيقية من طرف الوزارة الوصية للنهوض بالقطاع"، محملين إياها المسؤولية في "تسويف وتكديس الملفات دون إيجاد حلول موضوعية". وصدحت حناجر المتظاهرين بشعارات من قبيل "الله يبليك بحب الشعب تا تلبس طبلية الممرض"، و"الممرض ها هو والترقية فيناهيا"، و"بالوحدة والتضامن لي بغيناه يكون يكون"، مشددين على ضرورة فتح الحوار مع ممثليهم، قبل أن يخوضوا أشكالا تصعيدية أكثر حدة لمواجهة صمت الوزارة. واستنكر البيان الداعي إلى الوقفة الموقف السلبي لوزارة الصحة "المتمثل في التنكر للإنجازات والتضحيات والأدوار الطلائعية التي لعبتها هذه الفئة داخل المنظومة الصحية ببلادنا"، رافضا "المضامين الظالمة والمجحفة التي تضمنها مرسوم 2-17-535 تجاه الممرضين ذوي سنتين من التكوين"، مطالبا الدكالي "بالانكباب الفعلي على معالجة مطالب الجسم التمريضي، وعلى رأسها الترقية الاستثنائية". وأعلنت التنسيقية، في الوثيقة ذاتها، عن تشبثها بإنصاف الممرضات والممرضين؛ "وذلك بمراجعة منحة التعويض عن الأخطار المهنية في اتجاه تعميمها بالتساوي"، موضحة أن "الاحتجاج جاء بعد المطالب الكثيرة الداعية إلى إنصاف الممرضين والممرضات، وبعد اعتراف أنس الدكالي، وزير الصحة، بالإجحاف الممارس في حق هذه الفئة"، مطالبة إياه ب"الترقية الاستثنائية". وسبق للدكالي أن أشار إلى أن المرسوم الجديد 2-17-535 خلف ضحايا بلغ عددهم 5000 ممرض وممرضة مجازين من الدولة ذوي سنتين من التكوين، لكنه صرح في الوقت ذاته بأن المرسوم الحكومي "سيمكن من إدماج الممرضين المجازين من الدولة من الدرجة الثانية (السلم 9) الحاصلين على دبلوم الدولة للطور الأول المسلم من قبل معاهد تأهيل الأطر في الميدان الصحي (IFCS) في الدرجة الأولى (السلم 10)". وفي هذا السياق، قالت رسام بشرى، منسقة جهة الدارالبيضاءسطات للممرضات والممرضين المجازين من الدولة ذوي سنتين من التكوين، إن "المرسوم الحكومي صيغَ بطريقة إقصائية لأنه يهمش الممرضين ذوي سنتين من التكوين، الذين يمثلون أساس وركيزة المنظومة الصحية بالمغرب"، ودعت وزارة الصحة إلى مراجعة هذا المرسوم مع ما يتلاءم ووضعية هذه الفئة. وأضافت المنسقة الجهوية ذاتها أن "هذه الوقفة تأتي لتخليد ذكرى إصدار المرسوم المشؤوم الذي أصدرته الحكومة دون أن تراعي ظروف المهنيين في القطاع"، مطالبة في السياق ذاته أنس الدكالي ب"تطبيق مرسوم الترقية الاستثنائية الذي يخول للمرضين ذوي سنتين من التكوين الانتقال من سلم 9 إلى سلم 10، وهذا مطلب استعجالي لأن هناك عددا من الممرضين مقبلون على التقاعد". من جانبه، قال أشرف عبد الله، عضو التنسيقة الوطنية للمرضين والممرضات، إن "المرسوم الجديد قسّم الجسم التمريضي إلى قسمين، قسم حاصل على الإجازة (باك+3) يستفيد من الترقية، وقسم آخر تلقى تكويناً لسنتين مهمش ولا يستفيد من الترقية، وهو يمثل عمود المنظومة الصحية لما يقدمه من خدمات جليلة لهذا القطاع، خاصة في البوادي والمناطق النائية". وطالب المتحدث ذاته الوزارة المعنية بمراجعة وتعديل هذا المرسوم الإقصائي، ملوحاً ب"مزيد من الاحتجاجات وبدخول اجتماعي حارق إذا لم تتم الاستجابة لمطالب الممرضين"، على حد تعبيره.