تزامنا مع تخليد اليوم العالمي للممرض، الذي يصادف 12 ماي من كل سنة، حجّ عشرات الممرضين المجازين من الدولة ذوي تكوين سنتين إلى العاصمة الرباط، اليوم الأحد، وخاضوا وقفة احتجاجية أمام البرلمان، أعقبتها مسيرة في اتجاه مقر وزارة الصحة، مطالبين بتمكينهم من الترقية الاستثنائية. وعبر الممرضون والممرضات المحتجون عن تنديدهم ب"الحيف والإقصاء" الذي طالهم في كل المراسيم التي أصدرتها وزارة الصحة منذ سنة 1993، إلى غاية المرسوم الأخير 2-17-535، الصادر سنة 2017، الذي يقولون إنه أقصاهم من الترقية، داعين الوزارة الوصية على القطاع إلى إنصافهم. المطلب الرئيسي للممرضات والممرضين الذي صدحت به حناجرهم، مع شعارات منتقدة لوزارة الصحة أمام البرلمان، يتمثل في الترقية الاستثنائية بأثر رجعي، معتبرين أنها "أقل ما يمكن تقديمه للممرضات والممرضين المجازين من الدولة ذوي تكوين سنتين، تعويضا لهم عن تضحياتهم لعقود مضت، وخدمات جبارة قدموها للمواطن المغربي". الشفول عبد الفتاح، المنسق الوطني للتنسيقية الوطنية للممرضات والممرضين المجازين من الدولة ذوي تكوين سنتين، انتقد بشدّة تهميش وزارة الصحة للأطر التمريضية المذكورة، قائلا: "نحن هم الركيزة الأساسية التي بُني عليها قطاع الصحة، ونتولى تقديم 80 في المائة من الخدمات المقدمة للمرضى، ليكون جزاؤنا الحيف والإقصاء". واستأنف الشفول كلامه بعد أن قاطعته شعارات غاضبة لزملائه ضد وزارة الصحة، قائلا: "لقد كان قطاع الصحة في درجة جد متدنّية، ونحن الذين رفعنا القطاع إلى المستوى الذي يوجد عليه اليوم؛ إذ حاربنا الأمراض الفتاكة بوسائل بسيطة، وأفنينا أعمارنا في تقديم الرعاية الصحية للمواطنين المغاربة، ولكن الوزارة الوصية على القطاع لا تعترف بهذا الجهد الكبير الذي بذلناه". ويوجد ضمْن الممرضين المجازين من الدولة ذوي تكوين سنتين من قضّى حوالي أربعين عاما من العمل في المستشفيات العمومية، كحالة السيدة الشرقاوي نعيمة، ممرضة بمدينة الدارالبيضاء، زاولت التمريض منذ 39 سنة، وتشعر اليوم بخيبة أمَل كبير، تعبّر عنها بقولها: "خْدمنا مْن نيّتنا، وضحّينا بشبابنا، وخدمنا في ظروف صعبة، وملي جاء المرسوم الأخير (مرسوم 535-17-2) أقصانا، ومنَح الأفضلية للممرضين الذين لديهم تكوين ثلاث سنوات، وهذا عيب وحرام نخرجو للتقاعد وحْنا فهاد الحالة". الممرضون الذين تحدثت إليهم هسبريس يشعرون بمرارة وهم يروْن زملاءهم الشباب الذين التحقوا بالعمل قبل سنوات قليلة فقط لديهم امتيازات ووضعية أفضل منهم بكثير، لا لشيء سوى لأنّ الممرضين الجدد استفادوا من تكوين ثلاث سنوات، بينما الممرضون "القدامى" لديهم تكوين سنتين، رغم أنهم قضّوا سنوات طويلة تصل إلى حوالي أربعة عقود في مهنتهم. تتذكر السيدة الشرقاوي نعيمة، وهي على مشارف التقاعد، الظروف التي اشتغلت فيها في بداية التحاقها بعملها ممرضة، قائلة: "ديك الساعة ما كانش الجُّوطابل (الأدوات الطبية ذات الاستعمال الواحد)، كنّا كنطيبو الماترييل، وكنغسلوه، وكنعقّموه. الصراحة خْدمنا وشبعنا تمارة، والخدْمة بايْنة فُوجْهنا، ومازالين خدّامين وكنعطيوْ رغم كل شيء"، مضيفة: "الله يدير تاويل الخير والله يعطُّف علينا القلوب". الممرضون المجازون من الدولة ذوو تكوين سنتين اعتبروا أنّ "من العيب والعار ألّا تستجيب وزارة الصحة لمطلبهم الرئيسي، المتمثل في الترقية الاستثنائية، بعدما أفنوا زهرة شبابهم في خدمة المواطنين المغاربة وتوفير الرعاية الصحية لهم داخل المستشفيات الصحية". وطالب الممرضون المحتجون وزير الصحة بالالتفات إلى وضعيتهم، التي شخّصها رئيس تنسيقيتهم الجهوية بجهة الداخلةالعيون بقوله: "حْنا اللي وْقَّفنا الوزارة على رجليها وحاربنا أمراض فتاكة، واليوم نقول للسي أنس الدكالي إِنظر من حالنا، حنا ضايعين، اربعين عام ديال الخدمة في قطاع الصحة ماشي ساهلة، نحن نحس بالحكرة ونحن على أعتاب التقاعد".