لقاءات مكثفة يعقدها أطراف نزاع الصحراء على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث باشر وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، سلسلة مشاورات مع رئيس المفوضية الإفريقية، موسى فاكي، ووزير الخارجية النيجيري كالا أندوراو. كما يعقد هورست كولر بدوره مباحثات مع وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل؛ فيما استنفر الأمين العام أنطونيو غوتيريس مجهوداته لتحريك مياه بعثة المينورسو الراكدة. اللقاءات التي تأتي قُبيل إرسال المبعوث الأممي دعواته إلى أطراف النزاع من أجل التفاوض عجلت كذلك ببرمجة لقاء مرتقب بين وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، والأمين العام للأمم المتحدة، غوتيريس؛ فضلا عن تجديد التنسيق بين المملكة ومصالح خارجية الاتحاد الأوروبي، إذ التقى ناصر بوريطة بفيدريكا مورغيني، مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي. وتراهن الجزائر على نقل وجهة نظر البوليساريو صوب ردهات الأممالمتحدة، في ظل رفض المؤسسة الدولية الاعتراف بالتنظيم الانفصالي؛ وهو ما يؤكد، حسب العديد من المتتبعين، أنها تسخِّر كل عتادها الدبلوماسي والاقتصادي لخدمة الصراع القائم، وإخراج البوليساريو من أزمة "الاعتراف" الذي أصبح يستأثر به منتخبو الأقاليم الجنوبية في كل المؤسسات الأجنبية. وفي هذا الصدد أوضح نوفل بوعمري، الخبير المتخصص في قضية الصحراء، أن "المغرب أصبح له حضور أكثر قوة وحيوية على مستوى الحفاظ على المصالح المغربية والدفاع عنها، وأصبح شريكا للمنتظم الدولي في عمليات حفظ السلم والأمن والهجرة، وكذلك في ملف الصحراء الذي اقترب موعد مناقشته في مجلس الأمن، حيث سيقدم الأمين العام للأمم المتحدة تقريره في 28 شتنبر المقبل للمجلس الذي ستترأسه الولاياتالمتحدةالأمريكية". وأضاف بوعمري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "من المنتظر أن يكون موضوع القرار المقبل بعد مناقشته هو مستقبل المينورسو وولايتها، وهو ما يفسر التحركات المكثفة للخارجية المغربية واللقاءات التي نظمها وزير الخارجية المغربي مع مختلف الفاعلين الكبار لتوضيح وجهة النظر المغربية". وأردف المتخصص بأن "الأمر الثاني الملاحظ في اللقاء يتعلق بالتحرك الذي تقوم به الخارجية الجزائرية، إذ حاولت من خلال لقاءاتها التي عقدتها، سواء مع كولر أو غوتيريس، الضغط عليهما للتأثير في صياغة ومضمون تقرير الأمين العام للأمم المتحدة، وهذا ما يؤكد وجهة النظر المغربية التي تعتبر أن الجزائر هي الطرف الرئيسي في النزاع وليست الجبهة". وأكمل المتحدث: "هذه التحركات في هذا التوقيت بالضبط وبالأجندة التي وضعها مساهل، والمتمحورة كلها حول موضوع الصحراء، تؤكد أن الجزائر طرف أصيل في ملف النزاع المفتعل حول الصحراء، وألا حل إلا بانخراطها فيه، وتُبين صواب الملاحظات التي سبق أن قدمها المغرب حول ضرورة تواجدها في أي عملية سياسية مستقبلية، خاصة على مستوى المفاوضات".