تجدهُم تحت القناطر أو مُسْتلقين فوق الأرصفة، في الأحياء الشعبية أو في الحدائق العامة.. إنهم الأطفال المغاربة القاصرون الموجودون بِثَغري سبتة ومليلية، والمعروفون اختصارا بتسمية "MENA"؛ فقد ازدادَ عدد هذه الفئة من المهاجرين غير الشرعيين خلال الآونة الأخيرة، بعد عودة نشاط الهجرة السرية من الشواطئ المغربية، في الوقت الذي تطمحُ فيه الحكومة الإسبانية إلى توزيع هؤلاء الأطفال بالتساوي على مختلف الجهات الإسبانية بُغية تخفيف الضغط على بعضِ "النقط الساخنة". ووفقاً لتقديرات وسائل إعلام إسبانية، يوجد أكثر من 800 طفل مغربي في سبتةالمحتلة لوحدها، معظمهم نجح في التسلل داخل تجويفات محدثة داخل سيارات تابعة لشبكات تهريب البشر، أو الاختباء في أسفل شاحنات النقل والتجارة التي تتنقل بين المملكتين، وتبقى أخطر طريقة هي المتمثلة في الركوب إلى جانب المهاجرين البالغين قوارب موت مهترئة. "لا نريدُ العودة إلى المغرب، أحتاج أوراق الإقامة" يقول مبارك (17 سنة) الذي ينتظرُ إكمال ربيعه الثامن عشر ليحصل على شهادة الإقامة من عند السلطات الإسبانية؛ فهو يعلمُ بأنَّ هناك اتفاقا ثنائيا بين مدريد والرباط يسمح بترحيل القاصرين شريطة أن تؤكد السلطات هويتهم وتحدد أماكن وجود أقاربهم. ويقول مسؤول حكومي إسباني، في تصريح لوسائل إعلام إسبانية، إن "سلطات مدريد حدّدت هوية أكثر من 56 في المائة من هؤلاء الأطفال الذين يعيشون في سبتةالمحتلة، أي 448 طفلاً؛ فيما يؤكد دييجو فينتورا، مستشار الرعاية الاجتماعية في مليلة، أنّ 95٪ من الأطفال والمراهقين "المسجلين" هم من المغاربة. من جانبه، يورد وزير الصحة الإسباني أن عشرة آلاف مهاجر قاصر يوجدون على التراب الإسباني. وخصصت الحكومة الاشتراكية 40 مليون يورو لتوزيعها على المناطق التي تعبر عن رغبتها في استقبال هذه الفئة. وينتشر هؤلاء الأطفال خاصة في مناطق الأندلس ومليلية وسبتة. وأقر الادعاء العام الإسباني لحماية القاصرين في إشبيلية والمدعي العام للدولة في مدريد بالخطورة التي وصل إليها الوضع؛ وهو ما دعا الحكومة الاشتراكية الحالية إلى وضع هذا الملف ضمن أولوياتها، فقامت بتمرير قرار يقضي بتحسين مراكز الاستقبال في كل من مليلية وسبتة. وتتأزم وضعية هؤلاء القاصرين، حيث إن معظمهم يفضّل النوم في الشارع ولا يريدون الاستقرار في مراكز الايواء؛ وهو ما يجعلهم عرضة للمضايقات من قبل زملائهم الأكبر سناً. "هؤلاء الأطفال عانوا من كل أنواع المضايقات قبل وصولهم إلى إسبانيا"، يبرر فينتورا، الذي لا ينكر وجود أزمة حقيقية داخل إسبانيا. يذكر أن المغرب وإسبانيا كانَا قدْ وقّعا مذكرة تفاهم حول المهاجرين القاصرين غير المرفُوقين، تمَّ تحويلها إلى اتفاق في 2007، يقضي بحقِّ السلطات الإسبانيَّة في ترحيل الأطفال القاصرين غير المرفوقين بعد التعرف إليهم وتحديد عائلاتهم. وفي حال لمْ يجر التمكن من ذلك، يكُون من حقها تسليمهم إلى السلطات المغربيَّة، لتحديد عائلاتهم أوْ إيداعهم في مراكز للطفُولة.