في خُطوة تحمل دلالات متُعددة، استقبل إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني، ابالعاصمة نواكشوط، السفيرين المغربي حميد شبار والجزائري نور الدين خندودي، في لقاءين منفصلين. وقالت وكالة الأنباء الموريتانية الرسمية إن لقاء ولد الشيخ أحمد والدبلوماسي المغربي تناول مجمل القضايا ذات الاهتمام المشترك، بحضور مريم بنت محمدن، المديرة المساعدة بمديرية العالم العربي والمنظمات الإسلامية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون. ومباشرة بعد اللقاء الموريتاني المغربي، استقبل رئيس الدبلوماسية الموريتانية نور الدين خندودي، سفير الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية المعتمد ب"بلاد شنقيط". وركز اللقاء أيضاً على القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفق ما ذكرته مصادر موريتانية رسمية. التحرك الدبلوماسي من الجانب الموريتاني يأتي أياماً قليلة من استقبال الملك محمد السادس لمحمد الأمين ولد آبي ولد الشيخ الحضرامي، السفير الموريتاني الجديد المعتمد في الرباط، إلى جانب سفراء عدد من العواصم بالمملكة. ويرى مراقبون أن الاستقبال الموريتاني للسفيرين المغربي والجزائري يدخل في إطار الدور الذي تلعبه نواكشوط كطرف مراقب في قضية الصحراء المغربية، خصوصا بعد تجاوز حالة الجفاء والفتور بين الجارين. الموساوي العجلاوي، أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة محمد الخامس بالرباط والباحث في معهد الدراسات الإفريقية، يرى أن العلاقات بين المغرب وموريتانيا بخلاف ما يروج من حدوث انفراج على المستوى الدبلوماسي بينهما، فإنها ما زالت متذبذبة منذ سنة 2011 بعد تداعيات الربيع العربي بالمنطقة. ويشير الأكاديمي المغربي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الموريتاني، معروف بمقارباته البراغماتية تجاه المغرب، خصوصا أنه سبق أن شغل مسؤوليات دبلوماسية في منطقة الخليج؛ وهو الأمر الذي يجعله يتفهم تعقد عدد من الإشكالات الإقليمية، من بينها نزاع الصحراء. وأوضح العجلاوي أن دلالات هذا الاستقبال تكمن في التهدئة بين موريتانيا من جهة والمغرب والجزائر من جهة ثانية، مورداً أن "موريتانا تحاول تهدئة الوضع مع البلدين في الوقت نفسه؛ لأن الأمر مرتبط أيضا بنتائج الانتخابات الموريتانية، التي ستحدد مصير موريتانيا بعد سنة 2019". ويعتبر الجانب المغربي أن مشكل قضية الصحراء تقف وراءه دولة الجزائر وليست موريتانيا، التي تصرح بأن موقفها "حيادي" من هذا النزاع؛ ولكنها في الوقت نفسه تعترف بالجمهورية الوهمية وتقيم علاقات دبلوماسية مكثفة مع الجبهة الانفصالية. ويرتقب أن تشرع الأممالمتحدة في جولة جديدة من المشاورات المخصصة للتداول في قضية الصحراء، عبر توجيه هورست كولر، المبعوث الشخصي للأمم المتحدة، دعوات رسمية من أجل بدء المحادثات مع كل من المغرب وجبهة البوليساريو باعتبارهما طرفين مباشرين، وإلى الجزائروموريتانيا كدول ذات عضوية مراقب في الملف، في شهر أكتوبر المقبل.