أكد مصدر من وزارة الأوقاف أن من أسباب الصعوبات التي عرفها الحجاج المغاربة تأشيرات إضافية أخذها 2000 حاج مغربي، دون أن ترد أسماؤهم في قرعة الحج، وأضاف أن "وكالات الأسفار التي لم تشتك يوما اشتكت هذه السنة من حجاج تم إعطاؤهم تأشيرات أخرى من هنا وهناك". وأوضح المصدر أن ما حدث في منى هذه السنة ليس جديدا، بل يحدث دائما، إلا أنه "حدث هذه السنة بحدة"، وزاد: "في السنة الماضية لم يجد العدد نفسه تقريبا مكانا له إلا في الليلة التي فتح فيها المحل". ويُرجع المصدر سبب المشكل إلى "الإجراءات التنظيمية التي تزيد في بعض الأحيان من الزحام؛ فتبين مثلا قبل يومين من منى أن 1800 حاج ليس لهم مكان فيه". ولا يقتصر سبب المشكل على التنظيم، فمحل منى حسب المصدر "مساحته محدودة شرعيا، وأفتَتِ السعودية منذ سنوات بأنه إذا كانوا ممتدين يضاف إليه الثلث"، وزاد: "المغاربة لا يقبلون هذه المسألة ويريدون أن يجلسوا في هذا المحل، إضافة إلى مواطنين وأقليات من دول أخرى". وأضاف المصدر نفسه أن وزارة الأوقاف تتابع هذا الأمر مع المسؤولين السعوديين، وتنتظر التوصل بتوضيحات من السلطات المختصة، وستقوم بلقاء ثان معها، فضلا عن لقاء السنة المقبلة حول تنظيم الحج. وفي سياق متصل أكدت المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية أن الازدحام في مخيمات منى ناتج عن ضيق الرقعة الشرعية لمشعر منى، موضحة أنه وضع عام لايخص الحجاج المغاربة فقط. وذكر بلاغ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، الثلاثاء، وتضمن وجهة نظر المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج الدول العربية في ملاحظات البعثة المغربية للحج حول وقائع موسم حج 1439ه، أن المؤسسة أكدت في هذا الصدد أنها تنكب منذ سنوات على إيجاد حلول عملية للتخفيف من هذا المشكل المزمن. ومن جهة أخرى، أوضحت المؤسسة أن الحل الوحيد لمشكل النقل بالمشاعر خصوصا من عرفات إلى مزدلفة هو التخلي عن نظام الردين ( فوجين لنفس الحافلة) واعتماد نظام الرد الواحد (حافلة لكل فوج) وذلك ما يتطلب مصاريف إضافية. وبالنسبة للإعاشة بالمشاعر، أكدت المؤسسة أنها تتعاقد كل عام مع شركات معتمدة لتوفير التغدية لجميع الحجاج بالمشاعر، مشيرة إلى أنه تم اعتماد الوجبات المعقمة التي وزعت على الحجاج هذا الموسم، تحت مراقبة شركة مختصة في السلامة الغذائية، بناء على التوجه المتعلق بتطوير الخدمات بالمشاعر. وأبرزت أنه من المستحيل على المؤسسة الاستجابة لجميع العادات الغذائية للحجاج ، مع بذل قصارى جهدها لتعويض الوجبات التي لا يستسيغها ذوق الحاج. كما أكدت المؤسسة أن ظروف المشاعر المقدسة تقتضي الصبر والتسامح والتعاون، مع إعطاء الأسبقية لكبير السن والمريض والمرأة في النقل والسكن ، مما يدفع بعضهم إلى النزول من عرفات على الأقدام والتفريش بمررات المخيمات بمنى وهو أمر ممنوع من قبل الدفاع المدني السعودي. وبحسب البلاغ، فقد تقدمت المؤسسة بوجهة النظر هاته فيما يتعلق بالملاحظات التي أبدتها البعثة المغربية للحج حول وقائع هذا الموسم خلال الاجتماع الطارىء الذي عقد بين البعثة والمؤسسة بمقر هذه الاخيرة. وخلص المصدر ذاته إلى أن الطرفين اتفقا على استمرار التنسيق بينهما لتذليل جميع العقبات وحل المشاكل التي قد تعترض الحجاج مستقبلا. تجدر الإشارة إلى أن شريطا انتشر في وقت سابق من الأسبوع الماضي يوثق صعوبات يعيشها مجموعة من الحجاج المغاربة على مستوى التغذية والسكن، وهو ما أثار نقاشا واسعا حول تنظيم البعثة المغربية، ومدى تتبع أحوال الحجاج المغاربة. وبدأ أول أمس الاثنين رجوع الحجاج المغاربة إلى أرض الوطن، وستستمر عودتهم إلى غاية 15 من شهر شتنبر المقبل، إلى حين إتمام رجوع 32.000 حاج إلى أرض الوطن.