في أول تعليق له على العرض الذي قدمه المبعوث الأممي إلى الصحراء، هورست كولر، أكد عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأممالمتحدة، أن موقف الرباط من قضية الصحراء محسوم، "ولا يمكن أن نتصور أي حل لهذا النزاع الإقليمي خارج السيادة المغربية ومقترح الحكم الذاتي". وقال عمر هلال، في حوار مع جريدة هسبريس الإلكترونية، يُنشر لاحقاً، إن "المغرب لا يمكن أن يعيد مفاوضات مانهاست التي جرت بين المملكة وجبهة البوليساريو الانفصالية بدون أي نتيجة"، مورداً: "هذه المفاوضات لم تخرج بأي نتيجة، ونحن لا نريد مضيعة الوقت. لقد كنا جد صرحاء مع المبعوث الأممي بتأكيدنا أن الجزائر يجب أن تكون طرفاً رئيسياً في أي خطوة مقبلة". وشدد الدبلوماسي المغربي على أن "الرباط غير مستعدة تماماً للتفاوض مع طرف لا يمتلك السلطة ولا القدرة ولا الاستقلالية ولا أي حرية قرار للتعبير عن موقفه"، مشيراً إلى أن "البوليساريو مجرد أداة سياسية في يد الجزائر، وتتحرك بالتعليمات، وهو أمر معروف لدى الجميع اليوم". وكان المبعوث الأممي كشف خلال الإحاطة التي قدمها أمام مجلس الأمن الدولي أنه ينوي توجيه دعوات رسمية إلى المغرب وجبهة البوليساريو باعتبارهما طرفين مباشرين، وإلى الجزائر وموريتانيا باعتبار أن لهما عضوية مراقب في الملف، في شهر شتنبر المقبل، مع بدء المشاورات في حالة الموافقة في أكتوبر. وحول هذا المستجد، أوضح عمر هلال أن الدول الأعضاء بمجلس الأمن شددت لكولر على ضرورة التقدم بحذر في إطار إحياء المسلسل التفاوضي، من خلال التشاور مع الأطراف، وخاصة المغرب، بشأن جميع الأفكار والمقترحات. وتابع المتحدث ذاته: "هذا أمر إيجابي بالنسبة لنا؛ لأن أعضاء مجلس الأمن يحترمون موقف المغرب، المعني الأول بقضية الصحراء المغربية"، ولفت إلى أن "الأمر لا يتعلق بمفاوضات وإنما بحوار، لأنه لا يمكن التكلم عن مفاوضات الآن، بل عن مسار سياسي، وهذا لم يوضح فيه المبعوث الأممي بعدُ بالشكل المطلوب، بل عبر فقط عن رغبته في إطلاق مسلسل جديد"، وفق تعبيره. وكشف عمر هلال، في حواره مع هسبريس، أن المغرب راسل الرئاسة الإنجليزية بمجرد توليها رئاسة مجلس الأمن بداية غشت الجاري؛ وذلك من أجل توضيح موقف المملكة من قضية المفاوضات حول الصحراء، مضيفاً: "أكدنا للرئاسة الجديدة أنه لا مفاوضات بدون الجزائر، لأن الأمر سيكون مضيعة للوقت". وتطرق عمر هلال، في هذا الحوار، إلى ما راج بخصوص وضع الأمانة العامة للأمم المتحدة اللمسات الأخيرة قبل إعلان تقييم شامل ومستقل تم إنجازه حول مسار بعثة المينورسو منذ تأسيسها سنة 1991، وتحدث أيضا عن الآلية الإفريقية الجديدة التي أنشأها الاتحاد الإفريقي حول الصحراء، بالإضافة إلى الأسباب الحقيقية وراء استمرار مهاجمة البوليساريو لدولة فرنسا وحلفاء الرباط بسبب مواقفهم الداعمة لمغربية الصحراء.