سنلج الموضوع مباشرة، الأمر يتعلق بما أصيبت به ثقافتنا المعاصرة من آفات، وأخطر تلك المصائب صناع الوهم.. عصابات متواطئة دون أي تنسيق، يروجون الأوهام عن أشباه المثقفين، وأشباه الشعراء، وأشباه الكتاب.. وللأسف، تحظى فاس العاصمة العلمية بنصيب وافر من هؤلاء المرتزقة، فأركان هذه الجريمة الثقافية أربعة: الركن المالي، والركن الإعلامي، وركن العلاقات، وركن التزييف. الركن المالي: يسخّر المال لرسم صورة مزيفة كاذبة تهمش الفعل الثقافي الحقيقي، وتعلي من تركيبة وهمية، وتستغل صمت فئة، وجهل فئة، وتواطؤ فئة، ولا مبالاة فئة... فيتم استدعاء صحافيين وإغراؤهم بالمال، وإرسال هدايا، وتقديم إكراميات .. الركن الإعلامي: تستعمل جميع الوسائط الممكنة للترويج لمحتوى غير ثقافي، أو غير شعري، أو غير معرفي.. على اعتبار أنه منتوج له قيمة.. وتستغل الصورة أبلغ استغلال... كما يتم صنع الصورة الحدث ذات الرسالة الخبرية، لزيادة شحنة التزييف. ركن العلاقات: مصيبة أن تجد مدعيا للثقافة وعلى قدر من الثراء، زد على ذلك الإصرار على الظهور؛ فالرداءة تشتري الاعتراف الوهمي، هناك من يعتبره مجاملة لا خطر فيها، ولكن هي فعلا مجاملة لا خطر منها لو كانت في الخلاء، وليس تحت أضواء الكاميرات وآلات التصوير والهواتف الذكية والغبية!! أشباه المثقفين يجمعون فتات هذه المجاملات ويصنعون منها خطابا يروج لهم. وتدعم الرداءة أخواتها.. ويتعاضد الأشباه. ركن التزييف: الصورة اتضحت الآن.. يتحالف المال مع العلاقات ومع الإعلام قصد صياغة واقع مزيف، فيصبح علان شاعرا كبيرا، وتصبح فلانة كاتبة عظمى، ويصبح العنوان كذا كتابا لا مثيل له، ويعتبر إنجازا علميا مهما!! فما الحل؟ من عندكم!!