أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري عن تحقيق المملكة معدل مردودية قياسي وتاريخي من الحبوب برسم الموسم الفلاحي 2017-2018، مبرزة أن المحصول النهائي وصل إلى 103 ملايين قنطار، بنسبة ارتفاع تجاوزت 7.3 في المائة مقارنة مع السنة الفارطة، رغم التأخر الكبير في الأمطار الخريفية. وبحسب المعطيات التي أعلنت عنها الوزارة نفسها فإن المغرب حقق معدل مردودية قياسيا وتاريخيا بلغ 22.9 قنطار في الهكتار، بزيادة ناهزت 27 في المائة عن الموسم السابق. وقد تحققت هذه المردودية بفضل التساقطات المطرية الجيدة وأداء المسارات التقنية التي عززها مخطط "المغرب الأخضر"، رغم انخفاض المساحة المزروعة مقارنة مع الموسم السابق. وبحسب أنواع الحبوب الرئيسية، فقد تم إنتاج ما مجموعه 49.1 مليون قنطار من القمح اللين، و24.2 مليون قنطار من القمح الصلب، و29.2 مليون قنطار من الشعير. وقد تأتى هذا الإنتاج على مساحة مزروعة بالحبوب الرئيسية بلغت 4.5 مليون هكتار، مقارنة مع 5.4 مليون هكتار في الفترة 2016-2017، أي بانخفاض في المساحة بلغت نسبته 16 في المائة مقارنة بالموسم السابق. وأرجعت وزارة الفلاحة هذا الانخفاض في المساحة المزروعة بالحبوب إلى التأخر الكبير في الأمطار الخريفية؛ الشيء الذي أدى إلى تقليص فترة البذر بشكل كبير، ورغم ذلك، تفيد الأرقام بأن الموسم استفاد من الإمكانيات الإنتاجية المحققة، وخاصة تلك التي وفرتها الحبوب، إضافة إلى المجهودات التقنية والتكنولوجية التي عززها مخطط المغرب الأخضر. ووفق وزارة الفلاحة، فإن المحصول الاستثنائي المحقق راجع، أيضاً ،إلى تطور الموسم في ظروف مناخية ممتازة، تميزت بالوفرة والانتظام والتوزيع الجيد في المكان والزمان للتساقطات ودرجات الحرارة المعتدلة طوال موسم الزرع. وتفيد المعطيات الرسمية بأن الموسم الفلاحي الحالي سجل تساقطات تراكمية ب402.3 ملمتر مقابل 362.6 ملمتراً خلال موسم عادٍ، أي بنسبة ارتفاع بلغت 11 في المائة؛ ما يمثل 40 ملمتراً. ويعد المحصول الحالي من الحبوب مرتفعاً بنسبة 21.5 في المائة عن معدل مردودية الحبوب خلال المواسم الممطرة الجيدة على مدى السنوات العشر الماضية، مقارنة مع معدل إنتاجية الحبوب لأفضل السنوات المطرية التي سبقت مخطط المغرب الأخضر. كما يعود الفضل في هذه النتيجة إلى قوة وحجم التقدم التقني المعمم على مستوى استغلاليات الحبوب بعد عقد من إطلاق مخطط "المغرب الأخضر،" بالإضافة إلى الإمكانات الكبيرة التي تم تسخيرها خلال هذه الفترة من طرف الفلاحيين والمهنيين، المتمثلة، مثلاً، في زرع مليون هكتار في الأسبوع بفضل التحسينات في المكننة.