أوصى فاعلون خلال مؤتمر "AI2SD'2018"، الذي نظمته كلية العلوم والتقنيات بطنجة بتعاون مع جامعة عبد المالك السعدي، بتفعيل دور المؤسسات الأكاديمية والتعليمية وتمكينها من أداء رسالتها في تأهيل الأطر الوطنية بما يتطلبه سوق العمل المستقبلي، مع ضرورة تطعيم المناهج الدراسية بأساسيات وطرق حديثة التي تحث على الابتكار والاختراع. ودعا المشاركون في هذا المؤتمر العلمي، خلال التوصيات الختامية، بتسهيل التكنولوجيا للتعليم وتطويرها محليا وتشجيع الطلبة علي الابتكار، واستخدام التقنيات الحديثة، مع استحداث تخصصات دقيقة تطبيقية وصناعية وبحثية تهتم بمجالات المعرفة وإداراتها لتتواكب مع متطلبات المجتمعات المعرفية. كما طالب المؤتمرون بدعم إنشاء مراكز بحثية تطبيقية داخل المؤسسات التعليمية مع اختلاف المراحل التعليمية والتي تشجع على الابتكار والاختراع والإبداع، مع الدعوة إلى تعزيز التعاون والشراكات بين المؤسسات الحكومية والخاصة في تبادل الخبرات واستثمار الموارد بينهم لنقل المعرفة، داعين أيضا إلى "وضع إستراتيجية شاملة لتوطين بنية تحتية تكنولوجية تتواكب مع آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة لتأهيل المجتمع لتحقيق رؤية المدن الذكية". تسهيل ولوج التكنولوجيا الحديثة إلى المناطق السكنية من خلال وسائل التنقل والشبكات المرورية، وتجهيز المدن بنقاط الاستشعار لتدعيم الشبكات والبنية التحتية بنقاط معرفية تستقطب البيانات من الشبكات والأجهزة الذكية لدعم تطبيقات المدن الذكية، كانت أيضا من بين النقاط التي أوصى بها المؤتمرون، وفق ما جاء في البلاغ الختامي. حري بالذكر أن المؤتمر، الذي عرف حضور الوفدين الصيني والسوداني، شهد محاضرات رئيسية وجلسات علمية "عرضت آخر ما توصل إليه العلم الحديث والتطور التكنولوجي الذي يتسارع مع الوقت لتسخير الحلول الذكية والتي توظف رأس المال البشري والفكري والموارد الطبيعية وتدفع عجلة التنمية المستدامة الشاملة"، وفق البلاغ ذاته. الدكتور مصطفى الزياني، رئيس المؤتمر، أكد أن التنمية المستدامة "باتت العنوان الأكثر أهمية في العقود الأخيرة لما له صلة بتحديات تواجهها البشرية جمعاء"، منوِّهاً إلى أن تغير المناخ والنمو السكاني الكبير، والتمدن والتدهور البيئي والتلوث والفقر ونقص المياه "جميعها تحديات تحتاج إلى مزيد من البحث العلمي والدراسات والرؤى والأفكار لمواجهتها"، يورد البلاغ عينه. وأضاف المتحدث أن التنمية المستدامة "ليست تلك الحلول الاقتصادية والاجتماعية التي تعالج الحاضر وحسب، بل هي التي تتطلع إلى المستقبل بجميع أبعاده وأن المحور الأساس فيها هو التعليم، وتحديدا، الأبحاث العلمية النافعة القابلة للتطبيق العملي، ومن هنا يأتي تنظيم كلية العلوم والتقنيات بطنجة لهذا المؤتمر العلمي العالمي المهم، وأن العلوم والتكنولوجيا والابتكار يمكن أن تقوم بدور حاسم في كل هدف من هاته الأهداف".