بعد أحداث الموت والتدافع المتكررة التّي يعرفها معبر "تارخال" على الحدود الوهمية بين المغرب وسبتةالمحتلة، طالبت نقابة محلية الحكومة الإسبانية الجديدة ببدء مفاوضات مع المغرب حول فتح معبر جديد بسبتةالمحتلة. نقابة اللجان العمالية قالت، في رسالة وجهتها إلى بيدرو سانشيز، رئيس الحكومة الإسبانية، إن "المشاكل الاقتصادية والاجتماعية التّي تعيشها مدينة سبتة تستجوب التدخل السريع من أجل إنقاذها من هذه الأزمة"، مطالبة إيّاه ب"ببدء المفاوضات مع المغرب حول فتح معبر جديد باعتباره "ضرورة ملحة وأساسية من أجل إخراج الاقتصاد المحلي للمدينة من الوضعية الحساسة التّي يمر منها". وحذرت الرسالة، التّي حملت توقيع خوان لويس أروستيغي، الأمين العام لنقابة اللجان العمالية، من تبعات التوقف الدائم للمعبر الحدودي "تارخال" على النشاط الاقتصادي والتجاري للمدينة، مشيرة إلى أنّ المدينة تشهد أعلى معدلات للبطالة وأعلاه في العمل غير القانوني خصوصا في البناء والفندقة والتجارة والنقل. واقترحت النقابة العمالية، في رسالتها التي وجهت نسخة منها إلى مندوب حكومة سبتة، إنجاز معبر مخصص لنقل السلع وآخر مخصص للسياح والزائرين، بالإضافة إلى معبر "تارخال" المخصص للتهريب المعيشي. وعلى صلة بالموضوع، عرفت عملية العبور بداية العطلة الصيفية لهذه السنة فوضى كبيرة أثارت استياء مغاربة المهجر الذين اختاروا العودة إلى المغرب عن طريق ميناء سبتةالمحتلة، بعد توقف حركة العبور فرضت على العديد من الأسر الانتظار ساعات طويلة داخل سياراتهم. ويعدّ معبر سبتةالمحتلة "تارخال"، الذي أصبح يوصف ب"ممرّ الموت"، أهم مركز للنشاط التجاري والعائدات المالية التّي تجنيها المدينةالمحتلة من أنشطة "التهريب المعيشي". ويمر من المعبر الحدودي الوهمي يوميا الآلاف من ممتهني التهريب المعيشي، خصوصا من النساء. وبالرغم من الأصوات المرتفعة المطالبة بإغلاق هذا المعبر الحدودي بعد تكرار حوادث الموت والتدافع، دفع السلطات إلى إغلاق المعبر في عدد من المناسبات، فإنّ هذا القرار قوبل بموجة احتجاج عنيفة، خاضها السكان القاطنون بجوار المعبر للتنديد بمنع نشاطهم التجاري وإحالتهم إلى البطالة؛ وهو ما أرغم سلطات البلدين على إعادة فتح المعبر، شرط تقليص أعداد العابرين يوميا.