تَنْطَلِقُ القمة ال 31 للاتحاد الإفريقي، اليوم بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، وفي جُعْبَتِهَا ملفات قارية ساخنة، يَتَقَدَّمُهَا ملفُّ الصحراء المغربية الذي سَيُطْرَحُ بقوة ضمن أجندات الدورة؛ إذ سَتَسْتَعْرِضُ المفوضية الإفريقية بشكل مغلق مخرجات لقاءاتها مع الرباط وتندوف ونواكشوط والجزائر، من أجل المداولة بين هياكل الاتحاد، لعلها تُعيد المغرب والبوليساريو إلى طاولة المفاوضات. القمة التي غاب عنها الملك محمد السادس، تَعْرِفُ لأول مرة عرض المفوض الإفريقي، موسى فاكي، لتقرير حول الصحراء يتضمن موقف المغرب، وتَشْهَدُ حضور وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، الذي يترأس الوفد المغربي، المتوجس من التقرير الإفريقي، في ظل إدراج المفوضية لرأي وزير الخارجية الجزائري، عبد القادر مساهل، والرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز. وفي السياق ذاته، أوردت مصادر إعلامية موريتانية بعضا من كلمة فاكي الافتتاحية التي تَجَنَّبَ من خلالها الخوض بشكل مُعَمق في خبايا القضية، مُكتفيا بالتذكير بأهمية إنهاء كل الصراعات التي تَشْهَدُهَا القارة من أجل ضمان مستقبل زاهر لإفريقيا. وتعول الجبهة الانفصالية على تحركات الخارجية الجزائرية وضغطها على موسى فاكي لإخراج تقرير مناوئ للمصالح المغربية، يُسَاهِمُ في فك عزلة الجبهة التي كرسها التقرير الأممي الأخير الصادر عن مجلس الأمن، وكذا الحياد الصارم الذي يلزمه المبعوث الأممي هورست كولر. كريم عايش، الباحث في العلاقات الدولية، أورد أن "ملف الصحراء حاضر في أشغال الدورة ولكن في جلسة سرية بحضور الأعضاء الدائمين بالاتحاد، وهو من ناحية ترتيب أولويات أجندة القمة، يقبع خلف تتمة المواضيع التي تُركت عالقة بعد قمة أديس أبابا، المتعلقة بإصلاح هياكل الاتحاد، وضريبة كيبوركا المتعلقة بالرسوم على التصدير، وخلق منطقة تبادل حر قارية إفريقية". وأضاف عايش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "أولويات الدورة هي مناقشة نجاح مبادرة السلام بين إثيوبيا وأريتيريا واتفاقية وقف إطلاق النار جنوب السودان واتفاقية السلام بين قطري السودان أيضا، وهي كلها مواضيع تُشَجِّعُ دول الاتحاد على التفكير مليا في تبني مقترح سياسي مدعوم من طرف الأممالمتحدة والدول الكبرى لإنهاء الصراع في الصحراء، عشية زيارة المبعوث الشخصي للأمين العام إلى المنطقة ولقائه بكل الأطراف المحيطة بالملف". وأشار عضو مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية إلى أن "الدورة الحالية بنواكشوط تنعقد وسط أجندة متضاربة ومشتتة، خاصة في سياق رغبة اللجنة التنفيذية في تنويع محاور تطوير القارة والرقي بها إلى رقعة الكبار بتبني أجندة 2020، التي من بينها إنهاء مفاوضات لفرض وقف استعمال الأسلحة وتبني مقاربة سلام بين مختلف دول أفريقيا، وكذا فرض رسوم على التصدير تضيفها إلى رفع تمويلات الدول الأعضاء لمالية الاتحاد الذي يحتاج إلى موارد هامة قصد تسيير آلياته". وزاد عايش أن الرئيس الفرنسي، إمانويل ماكرون، "يشاطر التوقع نفسه؛ إذ سَيَحُلُ بالمنطقة غدا في زيارة إلى موريتانيا على هامش القمة الإفريقية، ستكون أيضا فرصة للقاء قادة أفارقه آخرين والحديث عن قضية الصحراء ضمن القضايا المتعددة التي تشترك فيها فرنسا مع دول القارة الإفريقية، كالإرهاب والاقتصاد والهجرة".