كان في إمكان المغربي أشرف حكيمي المولود في مدريد الدفاع عن ألوان المنتخب الإسباني لكرة القدم على غرار منير الحدادي، لكن مدافع ريال مدريد اتخذ قرارا مغايرا للمهاجم الكاتالوني النادم على خياره، وسينهي مشاركته الأولى في كأس العالم بمواجهة حميمة ضد "لا روخا". مثل العديد من اللاعبين مزدوجي الجنسية، واجه اللاعبان الشابان هذه المعضلة في وقت مبكر: اختيار بلد الميلاد أو بلد نشأة أولياء الأمور. اختار منير الحدادي (22 سنة) الذي ولد في ليسكوريال بضواحي العاصمة مدريد، وتعلم فنون اللعبة في برشلونة، الدفاع عن ألوان المنتخب الإسباني الذي أشركه لمدة 13 دقيقة في المباريات الرسمية، ضد مقدونيا في سبتمبر 2014 في مباراة انتهت بفوز إسباني كاسح 5-1. وباستثناء هذه الدقائق القليلة، لم توجه الدعوة إلى الحدادي بعد ذلك. عندما دعاه المنتخب المغربي للدفاع عن ألوانه في المونديال الروسي، رفض الاتحاد الدولي (فيفا) إتاحة ذلك، ولم ينفع الاستئناف الذي تقدم به أمام محكمة التحكيم الرياضي "كاس" في تغيير هذا القرار. لا يحق له الدفاع عن ألوان منتخب آخر غير إسبانيا. كان المصير مختلفا بالنسبة لحكيمي (19 عاما) الذي اختار مبكرا المغرب وخاض معه مباراته الدولية الأولى عام 2016، موازاة مع تسلقه المراتب في ريال مدريد حتى انضمامه لفريقه الأول، وبالتالي كان من الطبيعي اختياره ضمن التشكيلة الرسمية لأسود الاطلس في مونديال روسيا. "لم نشعر بأنها كانت أول مباراة له بملعب سانتياغو برنابيو"، هكذا علق مدرب ريال مدريد وقتها، الفرنسي زين الدين زيدان، وهو مندهش تقريبا، عندما دفع بحكيمي للمرة الأولى في الليغا الإسبانية ضد اسبانيول في أكتوبر (2-0)، مضيفا: "هو ملتزم، وفي حال سنحت أمامه فرصة، يستغلها". "لا مكان للصداقة في الملعب" بداية حكيمي في المونديال لم تكن مثلما كان يتمنى بتعرض منتخب بلاده إلى خسارتين متتاليتين (ضد إيران والبرتغال بنتيجة واحدة: صفر-1)، وإقصائه المبكر. لكن الظهير الأيمن السريع والطويل (1,79 م)، القادر على المساهمة هجوميا، حرص على توجيه الشكر للمشجعين المغاربة على دعمهم. وقال حكيمي في شريط فيديو نشر الخميس على حسابه في تويتر: "حتى لو لم تكن النتائج في صالحنا، فنحن سعداء للغاية ونشكركم على تحملك عناء السفر للمجيء إلى روسيا من أجلنا"، مضيفا: "سنحاول أن نعطيكم مشاعر الفرحة في المباراة الأخيرة، لأنكم تستحقون ذلك". قد يكون أشرف يشعر بالدوار بالنظر إلى مسيرته الكروية. انتقل في عام واحد من الدرجة الثالثة الاسبانية مع الفريق الرديف للنادي الملكي، إلى مركز أساسي في صفوف منتخب بلاده في كأس العالم. يأمل المدافع الواعد الذي خاض 14 مباراة دولية في إنهاء البطولة العالمية بأفضل طريقة ضد إسبانيا العزيزة جدا على قلبه، على رغم مرارة الإقصاء. وقال مدافع "الميرينغي" في تصريح لصحيفة "ماركا" الإسبانية، إن المباراة ضد "لا روخا" "تضع حدا للحلم الذي كنت أحلم به منذ صغري (المشاركة في كأس العالم). حاولت أن أستمتع به قدر المستطاع"، مشيرا إلى أنه سعيد بمواجهة ايسكو وسيرخيو راموس وداني كارفاخال الذين يلعب إلى جوارهم في صفوف ريال مدريد. وحذر قائلا: "سألعب ضد زملائي في الفريق، وهذا يجعل هذه المباراة مميزة للغاية، لكن لا مكان للصداقة في الملعب". *أ.ف.ب